كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 2)

الْكُفَّارَ} [الفتح: 29].

° قال: "ومِن هذه الآية انتَزعَ الإِمامُ مالك -رحمةُ الله عليه- في روايةٍ عنه تكفيرَ الروافض الذين يُبغِضون الصحابة - رضي الله عنهم - قال: لأنهم يَغيظونهم، ومَن غاظه الصحابةُ - رضي الله عنهم - فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفةٌ من أهل العلم" (¬1).

° قال القرطبيُّ: "لقد أحسَنَ مالكٌ في مقالته، وأصاب في تأويله، فمَن انتَقَص واحدًا منهم، أو طَعَن عليه في روايته، فقد رَدَّ على الله ربِّ العالَمين، وأبطل شرائعَ المسلمين" (¬2).

° الإِمام أحمد: وردت عنه رواياتٌ عديدةٌ في تكفيرهم:
فقد روى الخَلاَّل عن أبي بكر المَرُّوذي قال: "سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكرٍ وعمرَ وعائشة؟ قال: ما أراه على الإِسلام".

° وقد جاء في كتاب "السنة" للإِمام أحمد قولُه عن "الرافضة": "هم الذين يتبرؤون من أصحابِ محمد - صلى الله عليه وسلم - ويَسُبُّونهم، وينتقصونهم، ويُكفِّرون الأئمةَ إلاَّ أربعة: عليٌّ وعَمَّارٌ والمِقدادُ وسَلْمان .. وليست الرافضةُ من الإسلام في شيء" (¬3).

° وقال البخاري - رحمه الله -: "ما أُبالي صَلَّيتُ خَلْفَ الجهميِّ والرافضي، أم صلَّيتُ خلفَ اليهود والنصارى، ولا يُسلَّمُ عليهم، ولا
¬__________
(¬1) "تفسير ابن كثير" (4/ 219)، وانظر "روح المعاني" للألوسي (26/ 116)، فقد ذهب إلى تكفيرهم، وانظر أيضًا في استنباط وجه تكفيرهم من الآية في "الصارم المسلول" (ص 579).
(¬2) "تفسير القرطبي" (16/ 297).
(¬3) "السنة" للإمام أحمد (ص 82) تحقيق الشيخ إسماعيل الأنصاري.

الصفحة 92