كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)

عام حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحجة وعمرة، ومنا من أهل بالحج، وأهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج (¬1). فأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة (¬2) لم يحلوا حتى كان يوم النحر» (¬3).
1564 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفرًا، ويقولون: إذا برأ الدبر (¬4)، وعف الأثر، وانسلخ صفر، حلت العمرة لمن اعتمر. قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عنهم فقالوا: يا رسول الله، أي الحل. قال: «حل كله».
1567 - عن شعبة قال: أخبرنا أبو جمرة بن عمران الضبعي قال: «تمتعت، فنهاني أناس، فسألت ابن عباس - رضي الله عنهما - فأمرني، فرأيت في المنام كأن رجلًا يقول لي: حج مبرور وعمرة متقبلة، فأخبرت ابن عباس فقال: سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال لي: أقم عندي فأجعل لك سهمًا من مالي. قال شعبة: فقلت: لم؟ فقال: للرؤيا التي رأيت» (¬5).
¬_________
(¬1) * لو ظهرت بعد مغادرة مكة لا ترجع (بعدما سألته).
لم تسمع إهلاله بالعمرة كما علم ذلك غيرها.
(¬2) فلم جواب الشرط. وكذا بالشرح.
(¬3) ممن ساق الهدي. وهذه الرواية مختصرة.
(¬4) الجرح بسبب الرحل في الحج، وهذا في الجاهلية
(¬5) هو مبلغ ابن عباس أبو جمرة في مجلس ابن عباس

الصفحة 18