كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)
49 - باب هدم الكعبة
قالت عائشة - رضي الله عنها -: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يغزو جيش الكعبة فيخسف بهم».
1595 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كأني به أسود (¬1) أفحج يقلعها حجرًا حجرًا».
قال الحافظ: ... وكل ذلك لا يعارض قوله تعالي: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين (¬2) فهو مطابق لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ولن يستحل هذا البيت إلا أهله»، فوقع ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو من علامات نبوته، وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها. والله أعلم (¬3).
50 - باب ذكر في الحجر الأسود
1597 - عن عمر - رضي الله عنه - «أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك» (¬4).
¬_________
(¬1) بدل الضمير في قوله به، ويقلعها الخبر.
(¬2) المقصود أن الله يحفظه ويصونه لأمد معين، لأن الأمر قد دنا والآخرة أزفت.
(¬3) قرئ هذا الشرح برمته.
(¬4) فيه شرعية تقبيل الحجر في طواف القدوم والوداع وجميع الأطراف الواجبة والمستحبة، وكلام عرم يبين أن التقبيل للتأسي، لا لاعتقاد فيه.
قلت: الحجر يستعلم ويقبل في الطواف وفي غير الطواف، وقد استلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الطواف وصلاة ركعتين عند المقام، وصح عن ابن عمر كما عند ابن أبي شيبة استلامه في غير طواف. فهو عبادة مستقلة.