كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)
وبنو لحيان فزعموا أنهم أسلموا، واستمدوه على قومهم، فأمدَّهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبعين من الأنصار، قال أنس: كنا نُسميهمُ القُرَّاء، يحطبون بالنهار ويُصلّون بالليل. فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتولهم. فقَنتَ شهرًا يدعو على رعْل وذكوان وبني لحيان. قال قتادة: وحدثنا أنس أنهم قرءوا بهم قُرآنًا: ألا بلِّغوا عنا قومنا، بأنا قد لقينا ربَّنا، فرضيَ عنا وأرضانا. ثم رُفع ذلك بعد» (¬1).
185 - باب من غَلَبَ العَدُوَّ، فأقام على عرصتهم ثلاثًا
3065 - عن قتادة قال: «ذكر لنا أنس بن مالك عن أبى طلحة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان ظهر على قوم أقام بالعَرْصة ثلاث (¬2) ليال».
187 - باب إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
3067 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «ذهب فرس له فأخذه العدو، فظهر عليه المسلمون فرُدَّ عليه في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبق عبدٌ له فلحق بالروم، فظهر عليهم المسلمون فردَّه (¬3) عليه خالد بن الوليد بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -».
¬_________
(¬1) في هذه ابتلاء أهل الإيمان {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ} الآية.
(¬2) وفى هذا مصالح كثيرة, تكميل أمر الفتح, ومنع تميّز بقية العدو وأن يكون له قائمة وقسم الغنائم فالمصالح كثيرة.
(¬3) من يشْرد إلى أرض العدو من العبيد ثم يظهر المسلمون على عدوهم يرد إلى صاحبه, كما فعل خالد هنا, ولا يجعل غنيمة.