كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

وبكم (¬1)، وخمسة للغائب وهي: هم، وإيّاهم، وقاموا، وضربهم، وبهم، وقد جاء منها لغير العاقل فى الشعر، قال جرير (¬2):
شربت بها والدّيك يدعو صباحه … إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا
وقال الآخر (¬3)
أوردت خيلك ثمّ لم تصدرهم … وردا لها فيه السّمام المنقع
وأما قوله تعالى: فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (¬4) فلأن الأصنام تنزلت عندهم (¬5) منزلة من يعقل، وقد حذفوا واو
الجمع فى الشعر، كقوله:
¬__________
(¬1) (أنتم) منفصل مرفوع، و (إيّاهم) منفصل منصوب، و (قمتم) متصل مرفوع و (ضربكم) متصل منصوب، و (بكم) متصل مجرور.
(¬2) لم ينسب أحد هذا البيت إليه إلا المؤلف رحمه الله متابعا فى ذلك شيخه ابن الدهان فى الغرة (2/ 11 ب)، والبيت ليس فى ديوان جرير، بل ليس فيه قصيدة بائية مضمومة من البحر الطويل.
والصحيح: أن البيت للنابغة الجعديّ - رضى الله عنه - والبيت من قصيدة للنابغة الجعدى.
ويروى صدر البيت: تمززتها والديك ... ، ويروى وباكرتها والديك ... ، ويروى، شربت إذا ما الديك .... (شعر النابغة الجعدي: 4).
قوله: والديك يدعو صباحه أى يدعو فى وقت الإصباح، وقوله (بنو نعش) أى: بنات نعش، وهى سبعة كواكب، أربعة منها نعش لأنها مربعة، وثلاثة بنات نعش. ومعنى قوله (دنو فتصوبوا): أى مالت إلى جانب الأفق للغروب وانحدرت اليه.
والبيت فى: - الأزمنة والأمكنة (2/ 373)، تاج العروس: (نعش)، الحماسة البصرية (2/ 74)، خزانة الأدب (3/ 421)، دلائل الإعجاز (1/ 91)، شرح أبيات سيبويه - لابن السيرافى (1/ 476)، وللنحاس (150)، شرح أبيات المغنى (6/ 130)، شرح شواهد المغنى (2/ 782)، شرح المفصل (1/ 70)، الصاحبى (250)، الصحاح: (نعش)، فقه الله (351)، الكتاب (1/ 205)، اللسان: (نعش)، مجاز القرآن (1/ 176)، المذكر والمؤنث - لابن الأنباري (560)، معاني القرآن - للأخفش (2/ 424)، مغنى اللبيب (478)، المقتصد (1/ 200)، المقتضب (2/ 226)، الموشح (112).
(¬3) قال ابن الدهان - فى الغرة (2/ 7 ب): (ووجدت لكثير فى الشطر ج: أوردت ...) البيت.
وليس فى ديوان كثير عزة، وأورد ابن الدهان بعده قوله:
أغفلتهم وأضعت حين وليتهم … ولها، ومن ولى المضيّع أضيّع
(السمام المنقع): جمع سم، وهو: القاتل المربّى، ليؤدى إلى الموت السريع، وكان على الشاعر أن يقول: (السمام المنقعة) لأنها جمع.
والبيت لم أجده فى غير الغرة - لابن الدهان (2/ 7 ب).
(¬4) سورة الأنبياء - 63.
(¬5) (ك): عندهم تنزلت.

الصفحة 18