كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)
وقد شذّ من النكرات ما لا تدخله ربّ، والألف واللام، كأسماء الأفعال النكرات نحو: صه.
ومنها ما تدخله (ربّ) دون الألف واللام، نحو: مثلك وغيرك، كقوله (¬1):
يا ربّ مثلك في النّساء غريرة … بيضاء قد متّعتها بطلاق.
فأما قولهم: ربّه رجلا، فقد ذكرناه في باب المجرورات (¬2).
¬__________
(¬1) نسبه ابن السيرافيّ في كتابه (شرح أبيات سيبويه (1/ 540) إلى أبي محجن الثقفيّ، وصحّح الغندجانيّ في كتابه (فرحة الأديب: 188) النسبة، فذكر أنه لغيلان بن سلمة الثقفيّ، وهو الصحابي غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف الثقفىّ، المتوفى سنة (23 هـ)
قال أبو الفرج الأصفهانيّ في كتابه (الأغاني (13/ 46): «ونسخت من كتابة - أي كتاب أبي سعيد السكريّ - قال: (لما أسنّ غيلان، وكثرت أسفاره، ملته زوجته، وتجنت عليه، وأنكر أخلاقها، فقال فيها:
يا رب مثلك في النساء غريرة … بيضاء قد صبّحتها بطلاق
لم تدر ما تحت الضلوع وغرها … مني تحمل عشرتي وخلاقي
وهو أحد بيتين ذكرهما الأصفهاني والغندجاني، ورواية الأصفهاني: (قد صبّحتها)، وهي أولى من (متعتها). غريرة: مغترة بلين العيش، غافلة عن نوائب الدهر وصروفه.
والبيت في كثير من كتب النحو واللغة منها:
الأضداد (291)، التبصرة والتذكرة (1/ 175)، سر الصناعة (177 ب)، شرح أبيات سيبويه - لابن السيرافي (1/ 540)، شرح المفصل (2/ 126)، الكتاب 1/ 212، 350)، المقتصد (1/ 588)، المقتضب (4/ 289).
(¬2) قال المؤلف - الباب الثاني عشر (1/ 249): (ربّه رجلا، وهذا المضمر مجهول، لا يرجع إلى شيء، وإنما هو نكرة مبهم يرمى به من غير قصد إلى مضمر سابق، ثم يفسر كما يفسر العدد المبهم.)
الصفحة 3
766