كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

تأويل اللغة (¬1)، ولم يجئ القرآن العزيز فيهما إلا بالتذكير (¬2)، وقد أنّثوا من الثلاثى والرباعي كثيرا نحو: العنق، والسوق، والسّلم، والسبيل والطريق، والسلاح، والمنون، والطاغوت، وأسماء كثيرة أطلقوا عليها التذكير والتأنيث (¬3)، ومعرفة هذا النوع من اللغة.

القسم الثانى: الذى يعرف بالقرينة
وهو على ثلاثة أضرب: ضرب يعرف بالقرينة فى فعله، وضرب يعرف بالقرينة فى تصغيره، وضرب يعرف بالقرينة فى لفظه.
الضرب الأول: لا يخلو أن يكون لفظه مؤنّث الصيغة، أو مذكرها وتلزم لهما التاء في الفعل المسند إليهما، فالمؤنّث، نحو: هند، وعنز، وعقرب، والمذكّر، نحو: امرأة سمّيتها زيدا، تقول: قامت هند، وماتت العنز، وهلكت العقرب، وخرجت زيد، وقد استقصينا هذا فى باب الفاعل (¬4).
الضرب الثانى: ما يعلم بالتصغير، وكل اسم ثلاثى لا زيادة فيه ظهرت فى تصغيره تاء التأنيث، نحو: شمس وشميسة، وأذن وأذينة، وعين وعيينه، فإنه مؤنث إلا ما شذ منه وهى أسماء معدودة: حرب، ودرع، وقوس، وعرس، وعرب، وغيرها (¬5)، فلم يلحقوا فى تصغيرها التاء، وهذا مستقصى في باب التصغير (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: المذكر والمؤنث للفراء (74)، وللمبرد (141) ولابن الأنبارى: (1/ 387)، ولابن التسترى (101 - 102)، ولابن جنى (90)، والتكملة (144)، والبلغة (81).
(¬2) كقوله تعالى: - فى سورة النحل 103 - * وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ * وقوله فى سورة الشعراء (195):
* لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ *.
(¬3) انظر: المذكر والمؤنث - لابن الأنباري (1/ 383 - 521)، والتكملة (143).
(¬4) 1/ 103.
(¬5) مثل: نعل، وناب، وفرس، وشول، وذود، وضحى، ونصف. انظر: - المذكر والمؤنث - لابن الأنباري (704 - 706)، توضيح المقاصد والمسالك للمرادى (5/ 115).
(¬6) انظر: ص 172 - 173.

الصفحة 47