كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

القتوبة (¬1) والركوبة (¬2) لجماعة القتوب والرّكوب (¬3)، فأما الحلوبة فتقع على الواحد والجمع، وأما الحلوب فلا
يكون إلا للجمع (¬4).
الخامس: دخلت لتأنيث اللفظة لا غير، نحو: غرفة ومدينة وقرية وعمامة وشقّة وجبّة، ونحو ذلك مما (¬5) لم تدخله التاء للفرق.
السادس: دخلت لتأكيد التأنيث كناقة ونعجة، فإن تأنيث هذا النوع ليس بالتاء، ولكن دخلته تأكيدا وقد ذكرناه (¬6).
السابع: دخلت لتأكيد صفة المؤنث، نحو: عجوز وعجوزة (¬7)، فهما فى الدلالة على المرأة الكبيرة سواء، ولكنه مع التاء آكد.
الثامن: دخلت لتأكيد الجمع، نحو: صياقلة وقشاعمة، الأصل:
صياقل وقشاعم، جمع صيقل (¬8) وقشعم (¬9).
التاسع: دخلت على الاسم المذكر مبالغة فى الوصف كقولهم: علّامة، ونسّابة، وراوية، وفروقة، وملولة (¬10)، فلا يطلقون هذا البناء إلا للمتناهى فى معنى ما بنى له، ولم يجئ وصفا لله تعالى لأجل دخول تاء التأنيث. فإذا أجريت هذا البناء على المؤنث فقلت: امرأة فروقة وحمولة (¬11)، فليست للتأنيث، ولكنها التى كانت فى المذكّر للمبالغة.
¬__________
(¬1) ما يركب من النوق بالقتب وهو الإكاف الصغير على قدر سنام البعير.
(¬2) التى تركب من الإبل.
(¬3) التكملة (124).
(¬4) فى التكملة (124): (قال أبو عمر سمعت أبا عبيدة يقول: الحلوبة يقال للواحد والجماعة، والحلوب لا يقال إلا للجماعة).
(¬5) ك: ما لم.
(¬6) ص: 46.
(¬7) فى المذكر والمؤنث - لابن الأنبارى (1/ 53): (وقال السجستانى: العرب لا تقول: عجوزة بالهاء، وهذا خطأ منه؛ لأن أبا العباس أحمد بن يحيى أخبرنا عن سلمة عن الفراء قال: قال يونس:
سمعت العرب تقول: فرسة وعجوزة).
(¬8) الصيقل: شحاذ السيوف وجلاؤها.
(¬9) القشعم: المسن من الرجال والنسور.
(¬10) فى التكملة (129): (وقال أبو الحسن فى قولهم: رجل فروقة وملولة وحمولة: ألحقوها الهاء للتكثير كنسابة وراوية). والفروقة: كثير الفزع، والملولة: كثير السأم والبرم.
(¬11) انظر: الكتاب (2/ 209)، والخصائص (2/ 201).

الصفحة 51