كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

مفاعل، نحو: فرزان (¬1)، وفرزانة، وزنديق (¬2)، وزنادقة، فالهاء عوض من ياء فرازين وزناديق (¬3)، فهى تعاقبها ولا يجوز حذفها إلّا مع إعادة الياء.
وحكم هذه التاء فى هذه المواضع أن تكون منفصلة عن الكلمة، وقلّ أن تبنى الكلمة عليها، وقالوا: عباية وعظاية (¬4)، وشقاوة وعلاوة، فبنوا الكلمة عليها ولذلك صحّحوا الواو والياء، ولو كانت غير مبنية معها لكان حملها على الأصل فيها، وهو شقاء وشقاءة وعظاء وعظاءة (¬5).
هذه أماكن التاء الظاهرة.
أما التاء المقدرة فهى: التى تعود فى تصغير الاسم الثلاثىّ المؤنّث، نحو: دار ودويرة، وقدر وقديرة، فكأنها كانت مقدرة فى الواحد (¬6)، فإن كان الاسم المؤنث رباعيا نزلوا الحرف (الرابع) (¬7) منزلة التاء (¬8)، فلم يعيدوها فى التصغير، نحو: عقرب وعقاب، فقالوا: عقيرب، وعقيّب (¬9)، إلا ما شذ فى تصغير وراء وقدّام، وسيجئ بيانه فى التصغير (¬10)، وحيث لم تظهر التاء أظهروها فى الفعل المسند إليها، نحو: طارت العقاب، وقد ذكرناه فى الضرب الثانى (¬11).
وأما القرينة الثانية:
وهى الألف المقصورة: فلا يخلو أن تلحق بناء مختصا بالتأنيث، أو مشتركا بينه وبين التذكير. أما المختص فله ثلاثة أوزان:
¬__________
(¬1) من لعب الشطرنج، أعجمى معرّب (اللسان: فرزن). (المعرب: 285).
(¬2) هو القائل ببقاء الدهر، والمنكر للآخرة ووحدانية الخالق، وهو فارسى، معرّب (اللسان: زندق).
(المعرب: 214).
(¬3) انظر: الكتاب (1/ 8).
(¬4) دويبّة كسام أبرص.
(¬5) انظر: الكتاب (2/ 383)، المقتضب (1/ 189 - 190)، والأصول (2/ 590) (ر).، وسر الصناعة (1/ 106)، والمنصف (2/ 128 - 131).
(¬6) انظر: الكتاب (2/ 136)، والمذكر والمؤنث - لابن الأنبارى (702)، والتكملة (91).
(¬7) تكملة من (ك).
(¬8) ب: الياء.
(¬9) انظر: الكتاب (2/ 136)، والمذكر والمؤنث - لابن الأنبارى (702 - 703)، والتكملة: (91).
(¬10) ص: 173.
(¬11) ص: 47.

الصفحة 53