كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

وأمّا التي بين الشديدة والرخوة فثمانية أحرف، يجمعها" لم يرو عنا" (¬1) ومعنى البينيّة فيها: أنّها غير مفرطة في الشدة ولا الرخاوة، بل هي على اعتدال بينهما، فلا يتمّ للصّوت معها الانحصار ولا الجرى (¬2)، ألا ترى أنّك إذا وقفت على العين من" مع" لم تجد فيها شدّة القاف، ولا رخاوة الشّين، وتحس في صوتها شبه الانسلال من مخرجها إلى مخرج الحاء.
وأمّا المطبقة فأربعة أحرف: الصّاد، والضّاد، والطّاء، والظّاء (¬3)، ومعنى الإطباق: أن ترفع لسانك إلى الحنك الأعلى عند النّطق بها (¬4)، قال سيبويه: لولا الإطباق صار الطاء تاء والظاء ثاء، والصاد سينا، وعدم الضّاد؛ لأنّها منفردة في مخرجها،
فإذا ترك الإطباق فقدت (¬5)، وأمّا المنفتحة فما عدا المطبقة، وهي خمسة وعشرون حرفا، والانفتاح خلاف الإطباق. وأمّا المستعلية فسبعة أحرف؛ وهى الأربعة المطبقة، والغين، والخاء، والقاف، والاستعلاء: ارتفاع اللسان إلى الحنك، أطبقت أو لم تطبق (¬6). وأما المستفلة - وتسمى المنخفضة - فما عدا
¬__________
(¬1) سر الصناعة 1/ 69، المفصل 395، التبصرة والتذكرة 2/ 929.
(¬2) المفصل 395.
(¬3) الكتاب 2/ 406، الأصول 2/ 671 (ر)، صر الصناعة 1/ 70، المفصل 395.
(¬4) سر الصناعة 1/ 70، التبصرة والتذكرة 2/ 930.
(¬5) نص كلام سيبويه في الكتاب 2/ 406:
(ولولا الاطباق لصارت الطاء دالا، والصاد سينا، والظاء ذالا، ولخرجت الضاد من الكلام؛ لأنه ليس شيئ من موضعها غيرها)، وانظر: الأصول 2/ 671 (ر)، وسر الصناعة 1/ 70 - 71.
(¬6) سر الصناعة 1/ 71، المفصل 395.

الصفحة 615