كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

وأما المصمتة فماعدا حروف الذّلاقة، وهي ثلاثة وعشرون حرفا، ولا يكاد يبنى منها كلمة رباعيّة أو خماسيّة خالية من حروف الذلاقة، فكأنّها قد صمت عنها (1)، أى: سكت، ولما كانت حروف الذلاقة على غاية من القوة والحركة، وكانت هذه بخلافها سميت مصمتة.
وأمّا حروف الصفير فثلاثة: الصاد والسين والزاي، لأنك تصفر عند النطق بها (¬1).

النوع [الثاني (¬2)]: في المنفردة.
أما المكرّر فهو الراء؛ لأنّ اللسان يتعثّر فيه حتّى كأنّه ينطق بحرفين (¬3)، وهو حرف شديد جرى فيه الصوت (¬4).
وأمّا الهاوي فهو الألف؛ لهويّه في الحلق؛ ولأن مخرجه اتسع له الصوت أشدّ من اتّساع مخرج أخويه، وهما الياء والواو (4).
وأمّا المهتوت فهو التاء، سمّيت بذلك؛ لضعفها، وخفائها (¬5).
وأمّا المنحرف فهو اللام، وهو حرف شديد جرى فيه الصوت، سمّي بذلك؛ لانحرافه عن إخوته شيئا إلى الرّخوة (¬6).
و [أمّا (3)] المستطيل فهو الضاد المعجمة؛ لأنّها استطالت برخاوتها حتى اتصلت بمخرج الظاء، ويسمّي المنفرد؛ لانفراده بمخرجه.
¬__________
(¬1) المفصل 395، التبصرة والتذكرة 2/ 932.
(¬2) تكملة من (ب).
(¬3) عند الوقف عليه (سر الصناعة 1/ 72، المفصل 396).
(¬4) الكتاب 2/ 406.
(¬5) سر الصناعة 1/ 74، المفصل 396.
(¬6) الكتاب 2/ 406، الأصول 2/ 670 (ر)، سر الصناعة 1/ 72، المفصل 395 - 396.

الصفحة 618