يريد: هل شئ؟ وقرأ أبو عمرو (¬1): (هثوب الكفار ما كانوا يفعلون) (¬2) و (تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) (¬3) في هل ثوّب، وبل تؤثرون، قال سيبويه: وإدغام الّلام في النون أقبح من جميع هذه الحروف (¬4)، كقولك:
هنّخرج، وبنّحن، في: هل نخرج، وبل نحن.
وأمّا الرّاء فلا تدغم إلّا في مثلها (¬5) نحو: (اذْكُرْ رَبَّكَ) (¬6). وأمّا ما يروى (¬7) عن أبي عمرو من إدغام الراء في اللام (¬8)، فنحاة البصرة لا يجيزونه، ويجلّون أبا عمرو عنه (¬9)، ولم يروه عنه أحد إلا القرّاء، وهو غير معروف عندهم، وقالوا (¬10): إن أبا عمرو كان يرقّق الرّاء ويخفيها؛
¬__________
(¬1) وبالإدغام قرأ حمزة والكسائى وهشام (الإتحاف 35، 537، الإقناع 1/ 242، البحر المحيط 8/ 443، التسير 43، السبعة 120، النشر 2/ 7، وانظر: الكتاب 2/ 417، الأصول 2/ 685 (ر)، التبصرة والتذكرة 2/ 959، المفصل 399، سر الصناعة 96 أ).
(¬2) سورة المطففين 36.
(¬3) سورة الأعلى 16، وهى قراءة حمزة والكسائى (الإتحاف 437، السبعة 122، 123، النشر 2/ 7). وانظر: التبصرة والتذكرة 2/ 959.
(¬4) الكتاب 2/ 417.
(¬5) التبصرة والتذكرة 2/ 949، المفصل 400.
(¬6) سورة آل عمران 41، والأعراف 205، والكهف 24. انظر: الإقناع 1/ 164.
(¬7) رواه ابن مجاهد في السبعة 121، وانظر: التيسير 27، النشر 1/ 292.
(¬8) كقوله تعالى في سورة المنافقورن 5: يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ.
(¬9) معانى القرآن وإعرابه 1/ 400 سر الصناعة 1/ 206، المحاجاة بالمسائل النحوية 163، الوجيز في علم التصريف 65، أسرار العربية 426، الكشف لمكي 1/ 157.
(¬10) المحاجاة بالمسائل النحوية 163، الوجيز 65.