كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

والآخر غير معتد به (¬1)، وهو ما كان في فعل المتكلم والمخاطب وفعل الأمر والنهى للواحد؛ وذلك أن إسناد هذه الأفعال إليه خاصة لا تسند البتة إلى مظهر ولا مضمر بارز، نحو: فعل ويفعل؛ فإنه يسند إليه وإليهما، تقول:
عمرو قام، وقام غلامه، وما قام إلا هو، وزيد يقوم، ويقوم غلامه، وما يقوم إلا هو، وكذلك اسم الفاعل في قولك: زيد ضارب، تسنده إلى المظهر في:
زيد ضارب غلامه، وإلي المضمر البارز في: هند زيد ضاربته هي.

الحكم الثانى:" الكلام في (أنا)
والخلاف فيها، وفي ألفها، قد تقدم في باب الوقف، من القطب الأوّل (¬2) واشهر الأقوال فيها: أن الهمزة والنون هي الاسم، والألف الآخرة لبيان الحركة والوقف، ولهذا تحذف في الوصل لفظا وتثبت خطأ (¬3)، كقوله تعالى: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) (¬4)
وقد جاءت ثابتة في الشعر" كقوله (¬5):
أنا سيف العشيرة فاعرفوني (¬6).
¬__________
(¬1) أي: مستتر وجوبا.
(¬2) (1/ 689).
(¬3) هذا مذهب الجمهور، انظر: الأصول - لابن السراج (2/ 119)، شرح المفصل - لابن يعيش (3/ 93)، شرح الكافية - للرضي (2/ 9 - 10)، توضيح المقاصد والمسالك - للمرادى (1/ 135)، والحجة - للفارسي (3/ 208 ب)،
(¬4) آية 12 من سورة طه.
(¬5) هو: حميد بن حريث بن بدل بن بعاج الكلبى. انظر بعض أخباره في الأغانى (17/ 112. 20/ 120 - 123).
وترجمته في: تهذيب تاريخ دمشق - لابن عساكر (4/ 460).
(¬6) صدر بيت من البحر الوافر، عجزه: حميدا قد تذريت السّناما وفي كتاب" الافصاح" للفارقى روى صدره" أنا ليث العشيرة ...
وفي شرح المفصل - لابن يعيش: وحميد بالرفع، وحميدا تروى بالتصغير والتكبير. بالتصغير:
بدل من الياء في" فاعرفونى"، وبالتكبير حال، وفي لسان العرب (جميعا).
قوله: تذريت السناما: أي علوته، من الذروة، وهي أعلى السنام، والسنام" جبل بين اليمامة والبصرة، وهذا كناية عن علو المنزلة.
والبيت في: الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب (269)، البيان في غريب إعراب القرآن (2/ 108)، التخمير في شرح المفصل (1/ 157)، خزانة الأدب (2/ 390)، شرح الجمل - لابن عصفور (1/ 291)، شرح شواهد الشافية (223)، شرح المفصل - لابن يعيش (3/ 93، 9/ 84)، الضرائر - لابن عصفور (5)، الغرة (لابن الدهان 2/ 4 ب)، لسان العرب (ذرا)، المقرب (1/ 246)، المنصف (1/ 10).

الصفحة 7