كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

ومنه الفصل بين الكلام ومقتضيه بأجنبي، كقوله:
وما مثله في النّاس إلّا مملّكا … أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه (¬1)
يريد: وما مثله في الناس حيّ يقاربه إلّا مملك أبو أمّ ذلك الملك أبوه، وإنما نصب مملكا حيث قدّم الاستثناء (¬2).
ومنه تقديم المعطوف على المعطوف عليه، كقوله:
جمعت وبخلا غيبة ونميمة … ثلاث خصال لست عنها بمرعوي (¬3)
ومنه جعل المفعول فاعلا، كقوله:
مثل القنافذ هدّا جون قد بلغت … نجران أو بلغت سواتهم هجر (¬4)
¬__________
(¬1) بيت للفرزدق، وهو بيت مفرد في (ديوانه 1/ 108).
والبيت في:
أبيات المعاني 506، الأصول 2/ 721 (ر) الخصائص 1/ 146، ضرائر الشعر 213، الكامل 1/ 28، كتاب الصناعتين 162، المعاني الكبير 1/ 506، معاهد التنصيص 1/ 61، الموشح 228.
(¬2) ضرورة الشعر 186 - 187.
(¬3) سبق تخريجه في 1/ 176.
(¬4) بيت من قصيدة للأخطل يمدح بها عبد الملك بن مروان.
ورواية الديوان:
على العيارات هذا جون قد بلغت … نجران أو حدّثت سوءاتهم هجر
وحينئذ: لا شاهد فيه، فسؤاتهم منصوب بنزع الخافض. (ديوانه 109، 110).
قوله: (القنافذ) جمع قنفذ وهو حيوان ذو شوك لا يخرج إلا فى الليل غالبا.
(هدّاجون) جمع هدّاج وهو كثير المشي في الليل.
(هجر) اسمها الأحساء حاليا.
والبيت في: إصلاح الخلل 258، الأصول 2/ 719 (ر)، الأمالي الشجرية 1/ 367، الإيضاح العضدي 226، تأويل مشكل القرآن 149، الكامل 1/ 217، مجاز القرآن 2/ 39، المحتسب 2/ 118، المخصص 8/ 94، معاني القرآن للأخفش 1/ 134، المعاني الكبير 1/ 589، المغني 917، الهمع 1 /
165.

الصفحة 702