كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

قال ابن السراج: وأحسن ما قيل فيه: إنه حذف الألف لأنها مدة فصار الحمم، فلزمه التضعيف، فأبدل من إحدى الميمين ياء كما قالوا: تظنّيت في تظنّنت (¬1).
ومنه إبدال حركة بحركة في غير موضعها كقوله:
سأترك منزلي لبني تميم … وألحق بالحجاز فأستريحا (¬2)
وكقوله:
لنا هضبة لا يدخل الذّلّ وسطها … ويإتى إليها المستجير فيعصما (¬3)
فنصب بالفاء، ولا ينصب بها إلا في أحد سبعه (¬4) أشياء، ليس هذا منها.
ومنه إبدال حركة بحركة على المعنى كقوله:
قد سالم الحيّات منه القدما … والأفعوان والشّجاع الشّجعما (¬5)
فنصب الأفعوان والشجاع، وحقّه أن يرفع؛ لأنه تفسير للحيات، ولكنّه لمّا قال: قد سالم الحيات، علم أنّ القدم مسالمة (¬6) كما أنّها مسالمة،
¬__________
(¬1) الأصول 2/ 715 (ر)، وانظر: المسائل العسكرية 66.
(¬2) سبق تخريجه في 1/ 601.
(¬3) سبق تخريجه في 1/ 602.
(¬4) هي: النفي المحض، والأمر، والنهي، والاستفهام، والدعاء، والتمني، والترجي.
(¬5) بيتان لرؤبة، وروى قوله: (الحيّات) بالضم والفتح والكسر.
قوله: (الأفعون) الذكر من الأفاعي (الشجاع) الذكر من الحيات (الشجعما) الجزيء، وقيل:
الطويل مع عظم جسم.
والبيتان في: الأشباه والنظائر 3/ 184، الأصول 2/ 726 (ر)، تأويل مشكل القرآن 149، الحجة للفارسي 1/ 93، الخزانة 4/ 579، الخصائص 2/ 430، ضرورة الشعر 198، الكتاب 1/ 145، اللسان (شجع، شجعم)، المخصص 16/ 106، المقتضب 3/ 283، المنصف 3/ 69.
(¬6) ك: فيها زيادة قوله: (كما هي).

الصفحة 707