كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 2)

ومنه إبدال اسم مكان اسم غيره، كقوله:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلّهم … كأحمر عاد، ثمّ ترضع فتفطم (¬1)
قال: كأحمر عاد، وإنما هو كأحمر ثمود، وهو عاقر الناقة. (¬2)
هذا الّذي جمعناه من جائزات الشعر، هو أكثر ما جمع في الكتب منها، وهي مع ذلك كثيرة، وقد مرّ منها في أثناء الأبواب أشياء لم يشتمل عليها هذا الباب، تركنا إضافتها إليه؛ طلبا للاختصار وأكثرها شاذّ غير مقيس، قليل الاستعمال.
¬__________
(¬1) بيت من معلقة زهير بن أبي سلمى.
(شرح شعر زهير بن أبي سلمى 27 - 28)
قوله (غلمان أشأم) أي: غلمان شؤم، فجعل أشأم مصدرا.
(أحمر عاد) قال ثعلب: إنّما أراد أحمر ثمود فقال: أحمر عاد وهذا غلط. وأقول: أحمر ثمود يريد به عاقر الناقة قدار بن سالف.
(ثم ترضع وتفطم) قال ثعلب: يريد: أنّه يتم أمر الحرب؛ لأن المرأة إذا أرضعت ثم فطمت فقد تمّمت ...
والبيت في: أساس البلاغة 227، الأمالي الشجرية 2/ 180، الخزانة 1/ 441، ضرائر الشعر 248، المزهر 2/ 503، الموشح 56، الهمع 1/ 37.
(¬2) لذا غلّط الأصمعيّ وثعلب، وابن الأنباريّ، وابن رشيق وغيرهم زهيرا في هذا.
انظر: (شرح القصائد التسع 1/ 331، والسبع 269، شرح شعر زهير 28، ضرورة الشعر 147، العمدة 2/ 191، المزهر 2/ 497).
وأنكر ذلك المبرد وغيره من أهل اللغة فقالوا: إن ثمود يقال لها عاد الآخرة ولقوم هود عاد الأولى.
انظر: شرح القصائد التسع 1/ 331 - 332، ضرورة الشعر 148.

الصفحة 709