على وجه التخفيف فقالوا/ لم يك ولم يجز في غيره نحو: لم يخن، وضعف حذفها في نحو: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ (¬1) لقوّتها بالحركة (¬2).
ذكر إعراب الأفعال (¬3) التي تقدّم أنّ إعرابها بإثبات النون وحذفها، وهي الأفعال المتصل بها الضمير المرفوع البارز: (¬4)
وهي خمسة:
الأول: الفعل المتصل به ضمير المثنّى المخاطب سواء كان مذكّرا أو مؤنّثا نحو: تضربان يا زيدان، وتضربان يا هندان.
الثاني: المتصل به ضمير المثنّى الغائب سواء كان مذكّرا أو مؤنّثا نحو: الزيدان يضربان، والهندان تضربان بتاء مثنّاة من فوقها.
الثالث: المتصل به ضمير جمع المذكرين المخاطبين نحو: أنتم تضربون.
الرابع: المتصل به ضمير جمع المذكرين الغائبين نحو: هم يضربون.
الخامس: المتصل به ضمير المؤنّث المخاطبة نحو: أنت تضربين.
وإعراب هذه الأنواع الخمسة بالحرف، رفعها بإثبات النون، ونصبها وجزمها بحذف النون نحو: لم يضربا لم يضربوا لم تضربي، لن يضربا لن يضربوا لن تضربي، ومنه قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ (¬5)، وكأنّهم لمّا حملوا النصب على الخفض في ضاربين وضاربين (¬6) حملوا النصب على الجزم في تضربان ويضربون وتضربون وتضربين، لئلا يكون للفعل على الاسم مزية.
¬__________
(¬1) من الآية 1 من سورة البينة، وقد أجاز يونس الحذف ولم يعتد بالحركة العارضة لالتقاء الساكنين. انظر الكتاب، 1/ 264 وشرح التصريح، 1/ 196 والهمع، 1/ 122.
(¬2) شرح الوافية، 342 والنقل منه.
(¬3) هو في الأصل بمداد أحمر وما بعده بمداد أسود ورأينا جمعهما ليتسق الكلام.
(¬4) الكافية، 416.
(¬5) من الآية 24 من سورة البقرة.
(¬6) ضاربين مثال المثنى، وضاربين مثال الجمع فكما حملوا في التثنية والجمع النصب على الخفض حملوا النصب على الجزم في الأمثلة الخمسة. وانظر شرح الوافية، 343.