عسى الهمّ الذي أمسيت فيه … يكون وراءه فرج قريب
فحذف أن من قوله يكون، والفصيح أن لا يحذف.
القسم الثاني من أقسام أفعال المقاربة (¬1) وهو كاد (¬2)
ووضع لمقاربة الخبر على سبيل الحصول، وكاد خبر محض فلذلك تصرّف، وفاعله اسم محض وخبره فعل مضارع من غير «أن» ليدلّ على تقريب حصول الخبر من الحال، نحو: كاد زيد يجيء (¬3)، وقد تدخل أن على خبره تشبيها بعسى كقولك:
كاد زيد أن يخرج، قالوا: ولا يحسن في سعة الكلام (¬4) لأنّ كاد للتقريب من الحال، وأن للاستقبال والفعل يتباعد
عن الحال بدخول أن، وقد جاء في الشعر كقول رؤبة: (¬5)
قد كاد من طول البلى أن يمصحا
يصف ربعا، ومعنى أن يمصح: أن يعفو، يقال: مصح الأثر إذا ذهب (¬6) ولا يدخل حرف الاستقبال على كاد فلا يقال: سيكاد ولا سوف يكاد؛ لمنافاة السين لمعنى كاد؛ لأنّ كاد تفيد التقريب من الحال، ولذلك لا يقال: كاد زيد يسافر بعد سنة، ويقال ذلك في عسى كقولك: عسى زيد أن يسافر بعد سنة، وإذا دخل النفي
¬__________
(¬1) بعدها في الأصل مشطوب عليه «الفعل الذي وضع لدنو الخبر على سبيل الحصول» وقد تكرر بعد قوله:
وهو كاد.
(¬2) الكافية، 421.
(¬3) شرح الوافية، 369.
(¬4) قصره الأندلسيون على الشعر. انظر شرح الكافية، 2/ 304 وشرح ابن عقيل، 1/ 330 والهمع، 1/ 130.
(¬5) الرجز لرؤبة بن العجّاج، يكنى أبا الجحاف شاعر رجّاز وهو أكثر شعرا من أبيه توفي في البصرة سنة 145 هـ انظر أخباره في طبقات فحول الشعراء، 2/ 761 والشعر والشعراء، 2/ 495 ومعجم الشعراء، 121 ووفيات الأعيان لابن خلكان، 2/ 303 ورد البيت في ملحقات ديوانه، 3/ 172 وقبله:
رسم عفا من بعد ما قد انمحى
ورد منسوبا له في الكتاب، 3/ 160 والحلل، 274 وشرح المفصل، 7/ 121 وورد من غير نسبة في المقتضب، 3/ 75 والإنصاف، 2/ 566 وشرح الكافية، 2/ 305 وهمع الهوامع، 1/ 130.
(¬6) لسان العرب، مصح.