كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 2)
قلت: ذكر ابن (¬1) القطان حديث ابن إسحاق عن سليط بن أيوب وأعلّه بالجهالة (¬2) في الواسطة بين سليط وأبي سعيد، وذلك منه مؤذن بأن لا علة له سوى ذلك، وقد ذكر أبو (¬3) محمد بن أبي حاتم في كتاب "المراسيل" عن أبيه قال: "محمد بن إسحاق بن يسار بينه وبين سليط رجل".
ولنرجع الآن إلى ما ينبغي أن يحكم به على هذا الحديث فنقول: أما حكم الترمذي (¬4) عليه بأنه حسن فجارٍ على ما قرره في السنن، ولا اعتراض عليه فيه، فإن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج عرف بروايته عن أبي سعيد (¬5).
ورواية محمد بن كعب، وسليط بن أيوب (¬6) عنه فارتفعت بذلك عنه الجهالة العينية، لم يقف لأحد على جرح فيه، وللحديث شاهد من حديث سهل (¬7) بن سعد، وقد ذكر له الترمذي في الباب عن ابن عباس وعائشة (¬8) فهو حديث لم يتهم راويه بكذب، وله شاهد، وهذا هو بعينه الحسن عند الترمذي.
وأما قول الإمام أحمد إنّه صححه (¬9) فمهما حكم به أحمد بن حنبل أو علي
¬__________
(¬1) بيان الوهم والإيهام (3/ 309) برقم 1059.
(¬2) وهي عند ابن القطان جهالة عين وقد سبق التنبيه على هذا.
(¬3) المراسيل (156) برقم 343.
(¬4) الجامع (1/ 95 - 97) برقم 66.
(¬5) انظر الجرح والتعديل (5/ 321) برقم 1523 وتهذيب الكمال (19/ 83 - 84) وتهذيب التهذيب (3/ 17).
(¬6) انظر تهذيب الكمال (19/ 83 - 84) وتهذيب التهذيب (3/ 17).
(¬7) وقد مضى.
(¬8) انظر الجامع (1/ 97).
(¬9) ذكر ذلك عنه أبو الحسن الميموني كما في تهذيب الكمال (19/ 84) وحكاه المنذري في مختصر السنن (1/ 73 - 74).
قلت: وقال ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 115): "وهذا الذي ذكره الشيخ (أي المنذري) رواه الخلّال أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر في كتاب العلل عن أبي الحارث عن أحمد".