كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 2)
مقدار القلتين.
قال أصحابنا (¬1): والقلة لفظ مشترك وبعد صرفها إلى أحد معلوماتها، وهي الأواني يبقى مترددة بين الكبار منها والصغار، ومع التردد يتعذر العمل، وأجيب عنه بوجهين:
* أحدهما: أن جعله مقدرًا بعدد منها يدل على أنه أشار إلى أكبرها لأنه لا فائدة في تقديره بقلتين صغيرتين وهو يقدر على تقديره بواحدة كبيرة.
* الثاني: أنه قد ورد مقدرًا بقلال هجر وهي معلومة، ولقد ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في موضع التعريف لما ذكر سدرة المنتهى (¬2)، ولا يعرف إلا بمعروف (¬3).
قال الشافعي (¬4): أخبرني مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج بإسناد ذكره لا يحضرني (¬5) ذكره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان الماء قلتين لم يحمل خبثًا"؛ وقال في الحديث: بقلال هجر؛ قال ابن جريج: وقد رأيت قلال هجر فالقلة تسع قربتين أو قربتين وشيئًا (4). فيه مع ضعف مسلم (¬6) بن خالد وإن كان فقيهًا عابدًا
¬__________
(¬1) انظر الحاوي الكبير (1/ 329 - 335)، التهذيب للبغوي (1/ 152 - 154) والتلخيص الحبير (1/ 22 - 23) وشرح الإلمام (1/ 393 - 394).
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق (2/ 422 - 423) برقم 3207 باب ذكر الملائكة.
(¬3) هذا الجواب ذكره بمعناه البيهقي في المعرفهْ (2/ 91) والماوردي في الحاوي الكبير (1/ 329).
(¬4) الأم (1/ 43) ط. دار الكتب العلمية والمسند (1/ 22) ومن طريقه البيهقي في المعرفة (2/ 90) وفي الكبرى (1/ 263).
(¬5) قول الشافعي بإسناد لا يحضرني كالمنقطع لا تقوم به حجة عند الخصم قاله ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 215).
(¬6) انظر ترجمته في الجرح والتعديل (8/ 183) برقم 800 وتهذيب الكمال (17/ 508 - 514) برقم 5925 وتهذيب التهذيب (4/ 68).