كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 2)

وأمَّا الخبر الثَّاني: فإنّ أبا محمد أورد حديث الطهراني عن عبد الرَّزاق (¬1): أخبرني ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس: "أن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - كان يغتسل بفضل ميمونة" (¬2) مختصر.
قال أبو (¬3) محمد: هكذا في نفس الحديث: مختصر.
قال: أخطأ فيه الطّبرانيّ بيقين، ثم رواه (¬4) من طريق مسلم، عن إسحاق بن راهويه ومحمد بن حاتم، قال إسحاق: ثنا محمد بن بكر، وقال ابن حاتم: ثنا محمد بن بكر -وهو البرساني-: ثنا ابن جريج: ثنا عمرو بن دينار قال: أكبر علمي، والذي يخطر على بالي؛ أنَّ أبا الشعثاء أخبرني عن ابن عباس أنَّه أخبره: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل بفضل ميمونة (¬5).
قال أبو محمد: فصحَّ أنّ عمرو بن دينار شكّ فيه، ولم يقطع بإسناده، وهؤلاء أوثق من الطّبرانيّ، وأحفظ بلا شك (¬6).
قال أبو (¬7) الحسن بن القطان: وهذا بيَّن الخطأ فإن الذي أورد فيه إنَّما هو اختلاف أصحاب ابن جريج، وهما عبد الرَّزاق ومحمد بن بكر، أحدهما يقول عن ابن جريج أكبر علمي، وهو محمد بن بكر، والآخر لا يقوله: وهو عبد الرَّزاق.
¬__________
(¬1) المحلى (1/ 206) برقم 151.
(¬2) انظر المصنف (1/ 270) برقم 1037.
ولا أدري ما وجه الحاشية التي في نسخة ابن العجمي:
هذا عجب من المصنف، فإن هذا الحديث قد رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن عبد الرَّزاق.
فكان عزوه إليه أولى. اهـ. فرواية الطّهرانيّ جيء بها لغرض. وانظر "المسند" (1/ 366).
(¬3) المحلى (1/ 206) برقم 151.
(¬4) أي ابن حزم.
(¬5) والحديث في صحيح مسلم كتاب الحيض (1/ 257) برقم 323 باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة.
(¬6) المحلى (1/ 206) برقم 151.
(¬7) بيان الوهم والإيهام (3/ 331 - 332) برقم 1075.

الصفحة 59