كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 2)

وقال ابن (¬1) سعد: كان كثير العلم، بحرًا من البحور، وليس يحتج بحديثه ويتكلّم الناس فيه.
وذكر ابن (¬2) سعد عن عمرو بن دينار قال: دفع إليّ جابر بن زيد مسائل أسأل عنها عكرمة، وجعل يقول: هذا البحر فاسألوه.
وقال أبو (¬3) أحمد بن عديّ -بإسناده- عن ابن هبيرة قال: قدم علينا عكرمة وكان يحدثنا بالحديث عن الرجل من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم يحدثنا به عن غيره، قال: فأتينا شيخًا عندنا يقال له إسماعيل بن عبيد الأنصاري كان قد سمع من ابن عباس، فذكرنا ذلك له، فقال: أنا أخبره لكم، قال: فأتاه فسأله عن أشياء سأل عنها ابن عباس، فأخبره بها على مثل ما سمع، فأتيناه نسأله فقال: الرجل صدوق، لكنه سمع من العلم فأكثر، فكلّما يصح له طريق سلكه.
وقال أحمد (¬4) بن عبد الله العجلي: عكرمة مولى ابن عباس: ثقة، هو بريء مما يرميه به الناس.
وذكر ابن (¬5) سعد، عن حبيب قال: مرّ عكرمة بعطاء وسعيد قال: فحدثهما فلما قام قلت له: ما ينكر مما قالا شيئًا؟ قال: لا.
وقال عكرمة (¬6): إنّي لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلّم بالكلمة فيفتح لي خمسون بابًا من العلم.
¬__________
(¬1) الطبقات الكبرى (5/ 293) وليس هو من قول ابن سعد وإنما قال مصعب الزبيري قالوا فذكر هذا الكلام.
(¬2) الطبقات الكبرى (5/ 288) وفيه هذا عكرمة، هذا مولى ابن عباس، هذا البحر فسلوه.
(¬3) الكامل (5/ 1908 - 1909).
(¬4) معرفة الثقات (2/ 145) برقم 1272 وفيه زيادة من الحرورية وهو تابعي.
(¬5) الطبقات الكبرى (5/ 289).
(¬6) الطبقات الكبرى (5/ 288).

الصفحة 73