كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 2)

قال ابن عون: ما تركوا أيوب حتى استخرجوا منه ما لم يكن يزيد، يعني الحديث عن عكرمة.
وقيل لداود بن أبي هند: تروي عن عكرمة: فقال: هذا عمل أيوب (¬1).
وقال أحمد (¬2): كان مضطرب الحديث يختلف عليه، وما أدري.
• ذكر الانتصار لعكرمة، والاعتذار عن ما رمي به:
أما ما ذكرناه عن ابن الحذاء من ترك مالك ذكر عكرمة؛ فإن مالكًا روى في "الموطأ" (¬3): عن ثور بن زيد الديلي، عن عبد الله بن عباس: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر رمضان فقال: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه". الحديث.
من غير ذكر لعكرمة، عن ابن عباس، وقد رواه روح بن عبادة، عن مالك (¬4)، عن ثور، عن عكرمة كذلك (¬5).
ولا ينبغي أن يحمل سقوطه من الإسناد الذي سقط منه على الوجه الذي ذكره ابن الحذاء، لمعنيين:
* أحدهما: أنّه لا ينبغي أن يترك ذكر الواسطة في الإسناد إلا مع الثقة به، وتيقن براءته من مفسدات الرواية، ولا ينبغي أن يترك مع الستر والجهالة بحاله، فكيف يترك ذكره من لا يرضاه، يل يجب إبرازه بالذكر والتنبيه على ضعفه مع العلم بضعفه أو السكوت عنه مع عدم العلم بحاله ليترك باب النظر في حاله مفتوحًا، ويبرأ من عهدته بذكره من لم يعرف حاله.
¬__________
(¬1) انظر السير (5/ 25) والمعرفة والتاريخ (2/ 5) و (2/ 8).
(¬2) انظر تهذيب الكمال (20/ 284) وتهذيب التهذيب (3/ 136).
(¬3) الموطأ (1/ 287) برقم 3.
(¬4) الموطأ (1/ 287) برقم 3.
(¬5) التمهيد (2/ 26).

الصفحة 79