كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 2)

بهم في حكم، وكل أحد من خلق الله يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1).
وقيل لابن أبي أويس: لِمَ لَم يكتب مالك حديث عكرمة مولى ابن عباس؟ قال: لأنه كان يرى رأي الإباضية (¬2).
قلت: العمل عند أهل العلم على قبول رواية من كان من أهل البدع والأهواء إلا ما استثني من ذلك، وليس هذا منه، إلا أن يكون من رمي بتلك البدعة داعية إلى رأيه؛ ولم ينقل وضرب عليها ذلك عن عكرمة (¬3).
وأما قول سعيد بن المسيّب فيه؛ فقد ذكر العلّة الموجبة لذلك أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي في "كتاب الانتفاع بجلود الميتة"، وسنذكرها.
وقال أبو عمر: وتكلّم فيه ابن سيرين، ولا خلاف أعلمه بين نقاد أهل العلم أنَّه أعلم بكتاب الله من ابن سيرين، وقد يظن الإنسان ظنًّا يغضب له، ولا يملك نفسه، وذكر الحلواني، عن زيد بن الحباب، قال: سمعت الثوري يقول: خذوا تفسير القرآن عن أربعة: عن عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد والضحَّاك (¬4). فبدأ بعكرمة.
وقال جرير: عن مغيرة عن إبراهيم: قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال: نعم، عكرمة.
فلما قتل سعيد بن جبير؛ قال إبراهيم: ما خلف بعده مثله.
وقال ابن عليّة، عن أيوب: ثبت عن سعيد بن جبير أنّه قال: لو كفّ عنهم
¬__________
(¬1) التمهيد (2/ 26).
(¬2) المصدر السابق.
(¬3) رجع إلى كلام ابن عبد البر.
(¬4) في التمهيد للعداوة بينهما.

الصفحة 81