كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 2)

وأما الرواية عن علي بن عبد الله بن عباس، فلا أدري طريقها (¬1)، ثم يقول: لعلّ عكرمة علم من علم ابن عباس ما لم يعلم ابنه، فكذّبه حين أتاه بما لم يعلم.
وأما ما ذكره عطاء عن ابن عباس في المسح على الخفين، فما المانع من أن يكون ابن عباس أفتى فيه بما رواه عكرمة أيضًا (¬2)، وكم من مسئلة اختلف فيها عن ابن عباس وغيره، وكذا أخلفه لا يحدثهم لعله عنده من لغو اليمين، أو يكفر إذا رأى الحديث خيرًا. وما ذكر من سماعه الغنا مشهور من عمل أهل المدينة. وقول أحمد فيه مضطرب، لا أدري (¬3) قد نقلنا عنه توثيقه جزمًا (¬4)، والأخذ بجزمه أولى من الأخذ بما تردد فيه.
قال أبو (¬5) عمر: وكان نزل القيروان ومكث فيها برهة، وذكر ابن أبي مريم عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال: أنا مدحت المغرب لعكرمة مولى ابن عباس،
¬__________
(¬1) قلت: وفي الخبر يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف لا يحتج بنقله فالخبر لا يصح، وبمثل هذا رد ابن حبان هذه الرواية بسبب ضعف يزيد، انظر الثقات (5/ 230) حيث قال ولا يجب على من شم رائحة العلم أن يعرج على قول يزيد بن أبي زياد حيث يقول: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة مقيد على باب الحش. قلت: من هذا؟ قال: إن هذا يكذب على أبي.
ومن أمحل المحال أن نجرح العدل بكلام المجروح لأن يزيد بن أبي زياد ليس ممن يحتج بنقل حديثه. اهـ.
وارتضى هذا الكلام ابن حجر في هدي الساري (427) ط السلفية مصر.
(¬2) قلت: هذا الخبر أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 273) وقال يحتمل أن يكون ابن عباس قال ما روى عنه عكرمة ثم لما جاءه التثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح بعد نزول المائدة قال ما قال عطاء.
(¬3) انظر تهذيب الكمال (20/ 284) وتهذبب التهذيب (3/ 136).
(¬4) من رواية المروزي عنه، انظر تهذيب الكمال (20/ 288) وتهذيب التهذيب (3/ 137).
(¬5) التمهيد (2/ 33 - 34) وفيه نزل عكرمة مولى ابن عباس المغرب ومكث بالقيروان قلت وللبزار كلام نحو هذا كما في كشف الأستار (1/ 146) قال فيه: تكلم فيه ولا نعلم أحدًا ترك حديثه إلا مالك.

الصفحة 84