كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 2)

من صوابه، وجرحوا رواته أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي رحمة الله عليهم أجمعين (¬1).
فأجمعوا على إخراج حديثه واحتجوا به على أنّ مسلم بن الحجاج كان أسوأهم رأيًا فيه، فأخرج عنه ما يقرنه في كتابه الصحيح عنه، وعدّله بعد ما جرحه (¬2).
وقال الحافظ أبو (¬3) أحمد النيسابوري: احتج بحديثه عامة الأئمة القدماء لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من حيّز الصحاح احتجاجًا بما نذكره، وذكر قصة نافع مع ابن عمر.
قلت: لعلّ الحاكم أبا أحمد يريد مسلم بن الحجاج.
قال محمد بن نصر المروزي فيما حكاه عنه أبو (¬4) عمر بن عبد البر: ثنا محمد بن يحيى: ثنا عبد الرزاق: ثنا معمر، عن أيوب قال: سأل رجل سعيد بن المسيّب، عن رجل نذر نذرًا لا ينبغي له من المعاصي فأمره أن يفي بنذره. قال: فسأل الرجل عكرمة؟ فأمره أن يكفّر عن يمينه ولا يوفي بنذره، فرجع الرجل إلى سعيد بن المسيّب، فأخبره بقول عكرمة، فقال ابن المسيّب: لينتهينّ عكرمة، أو ليوجعنّ الأمراء ظهره. فرجع الرجل إلى عكرمة، فأخبره. فقال عكرمة أما إذ بلغتني فبلّغه! أما هو فقد ضربت الأمراء ظهره، وأوقفوه في تبان من شعر، وتسلْه عن نذرك أطاعة هو لله أم معصية؟ فإن قال هو طاعة فقد كذب على الله (¬5). وإن قال هو معصية فقد
¬__________
(¬1) انظر هدي الساري (429) ط السلفية مصر وتهذيب التهذيب (3/ 138) وذكر فيه أن كلام ابن منده في صحيحه.
(¬2) انظر هدي الساري (429 - 430) ط السلفية مصر وتهذيب التهذيب (3/ 137 - 138).
(¬3) انظر تهذيب الكمال (20/ 290) وتهذيب التهذيب (3/ 137).
(¬4) انظر جامع بيان العلم (2/ 1104 - 1105) ط الزهيري قلت والخبر أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (8/ 438 - 439) برقم 15826 بسنده ومتنه سواء.
(¬5) في جامع بيان العلم زيادة لأنه لا تكون معصية الله طاعته.

الصفحة 87