كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 2)

اليوم أفقه الناس وأشعر الناس".
وقال المفضل (¬1) بن فضالة في هذا الخبر: فما علمته تخلف رجل ولا امرأة عن جنازتهما قال: "وغلب النساء على جنازة كثير يبكينه، ويذكرون عزة في ندبهنّ له".
وذكر أبو حاتم بن حبان عكرمة هذا في كتاب الثقات (¬2) له، ورد الخبر المروي عن علي بن عبد الله بن عباس الذي قال فيه: إنّه قال: إن هذا يكذب على أبي، فإنه من رواية يزيد بن أبي زياد لمحل يزيد من التضعيف. وقد تقدّم ذكرنا له من طريق غيره أيضًا، ثم قال (¬3): أما عكرمة؛ فحمل أهل العلم عنه الحديث والفقه في الأقاليم كلها، وما أعلم أحدًا ذمّه بشيء إلا بدعابة كانت فيه، مات سنة سبع ومائة، ويقال: سنة خمس، وذكر نحو ما سبق، وقال: وكان متزوجًا بأم سعيد بن جبير (¬4)
وفي الباب مما لم يذكره عن جابر قال: "كان الرجال والنساء يتوضّؤون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد يذهب هؤلاء ويجيء هؤلاء". رواه الدارقطني (¬5) من حديث أبي معشر، عن مصعب بن ثابت، عن محمد بن المنكدر، عن جابر.
وفيه عن عائشة: روى أبو (¬6) أحمد بن عدي من حديث عمر بن صبح، عن مقاتل بن حيان، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن فضل وضوء المرأة فقال: "لا بأس به".
¬__________
(¬1) انظر التمهيد (2/ 35).
(¬2) الثقات (5/ 230).
(¬3) أي ابن حبان.
(¬4) الثقات (5/ 230).
(¬5) كذا قال ولم أجده في السنن، والحديث رواه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 61) من طريق أبي معشر.
(¬6) الكامل (5/ 1684).

الصفحة 92