كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 2)

[سلام على النازح المغترب ... تحيّة صبّ به مكتئب «1»]
وله شعر كثير، وعليه اعتمد ابن دريد فى أكثر اللغة.
وتوفى أبو حاتم سنة خمس وخمسين ومائتين.
كان يقرأ عليه كتب الأخفش فيردّ فيها ردا حسنا. قال ابن الغازى: ثم رأيتها تقرأ على أبى الفضل الرياشىّ؛ فلا حول ولا قوّة إلا بالله، أىّ ندف كان يندفها.
قال الرياشىّ على قبر أبى حاتم: ذهب بعلم كثير. قيل له: كتبه؛ فقال الرّياشىّ: الكتب تؤدّى ما فيها، ولكن صدره! وقيل لأبى زيد: على من يقرأ بعدك؟ فقال: على أبى سهل. وكان أبو حاتم يتّهم بحب الصبيان، وكان بريئا من ذلك؛ إنما كان كثير الدّعابة، فوجد ذلك السبيل إلى عرضه.
وقال أبو عثمان الخزاعىّ: رأيت كأنى بين النائم واليقظان، وسمعت قائلا يقول «2»:
أبو حاتم عالم بالعلوم ... وأهل العلوم له كالخول «3»
عليكم أبا حاتم إنّه ... له بالقراءة علم جلل
فإن تفقدوه فلن تدركوا ... له ما حييتم بعلم بدل «4»

الصفحة 60