كتاب حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (اسم الجزء: 2)

عقبك إذا أصيبت البيوت في أعقابها؛ وهذا الذي ينطق عليك بأنه لم يأل في الوصايا التي أوصاها، فإنه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
ثم إنه قد ختم بدعوات دعا بها أمير المؤمنين عند ختامه، وسأل فيها خيرة الله التي تتنزل من كل أمر منزلة نظامه. ثم قال: إني أشهدك على من قلدته شهادة تكون عليه رقيبة وله حسيبة، فإني لم آمره إلا بأوامر الحق التي فيها موعظة وذكرى، ولمن تبعها هدى ورحمة وبشرى، وإذا أخذ بها فلج بحجته يومًا يسأل فيه عن الحجج، ولم يختلج دون رسوله على الحوض في جملة من يختلج، وقيل له: لا حرج عليك ولا إثم إذ نجوت من ورطات الإثم والحرج. والسلام.
قال الفقيه عمارة اليمني يرثي العاضد -وكان من خواصهم:
يا عاذلي في هوى أبناء فاطمة ... لك الملامة إن قصرت في عذلي
بالله زر ساحة القصرين وابك معي ... عليهما لا على صفين والجمل
وقال بعض الشعراء يمدح بني أيوب على ما فعلوه:
ألستم مزيلي دولة الكفر من بني ... عبيد بمصر، إن هذا هو الفضل (¬1)
زنادقة شيعية باطنية ... مجوس وما في الصالحين لهم أصل
يسرون كفرا، يظهرون تشيعًا ... ليستروا شيئًا، وعمهم الجهل
قال حسان عرقلة (¬2) :
أصبح الملك بعد آل عبيد (¬3) ... مشرفًا بالملوك من آل شاذي
وغدا الشرق يحسد الغرب للقو ... م ومصر تزهو على بغداذ
ما حووها إلا بعزم وحزم ... وصليل الفؤاد في الفولاذ
لا كفرعون والعزيز ومن كا ... ن بها كالخطيب والأستاذ
¬_________
(¬1) كتاب الروضتين 1: 202.
(¬2) كتاب الروضتين 1: 200.
(¬3) في الروضتين: "آل علي"، وقال: "يعني بذلك بني عبيد المستخلفين".

الصفحة 16