كتاب حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (اسم الجزء: 2)

ودمياط عادت مثل ما بدأت لنا ... ويافا ملكناها، فيالك من جد!
ونحن على أن نملك السيف كله ... على ثقة ممن له خالص الحمد
ألا يا بن أيوب لقد نلت غاية ... من النصر ضاهت ما بلغت من المجد
قهرت فرنج الروم قهرًا سماعه ... يقسم ذل الرعب في الترك والسغد (¬1)
وما نلت أسباب العلا عن كلالة ... ولم يأتك المجد المؤثل من بعد
ولكن ورثت الملك والفضل عن أب ... جليل وعن عم نبيل وعن جد
لجأت إلى ركن شديد ومعقل (¬2) ... منيع وكنز جامع جوهر المجد
إلى فاتح باب الرشاد ببعثه ... وخاتم ميثاق النبوة والعهد
إلى الشافعي المنجي الوجيه محمد ... فأحسنت في صدق التوجه والقصد
فمهما تجد من كيد ضد مضاغن ... بوجه به تظفر وتنصر على الضد
فلا صد عن عز سوابق مجدكم ... كلال ولا غالى الكلول شبا الحد
إلى أن تذيق الروم في عقر دارهم ... زعافا وتسقي المؤمنين جنى الشهد
ولما تولى المستنصر الخلافة أرسل إلى الكامل محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي، ومعه كتاب عظيم فيه تقليده الملك، وفيه أوامر كثيرة مليحة من إنشاء الوزير نصير الدين أحمد بن الناقد؛ رأيت بخط قاضي القضاة عز الدين بن جماعة.
قال: وقفت على نسخة تقليد من الخليفة المنصور أبي جعفر المستنصر بالله أمير المؤمنين بخط وزيره أبي الأزهر أحمد بن الناقد في رجب سنة نيف وعشرين وستمائة للملك الكامل.
الحمد لله الذي اطمأنت القلوب بذكره، ووجب على الخلائق جزيل حمده وشكره
¬_________
(¬1) ط: "السفد"، تحريف.
(¬2) ط: "معمل" تحريف.

الصفحة 25