كتاب خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي (اسم الجزء: 2)

ومن لطائف اختراعاته قوله:
بدا وجهه من فوق أسمر قده ... وقد لاح من سود الذوائب في جنح
فقلت عجيب كيف لم يذهب الدجى ... وقد طلعت شمس النهار على رمح
ومنه قوله والنكتة غريبة وبديعة:
أسكرني باللفظ والمقلة الـ ... ـكحلاء والوجنة والكاس
ساق يريني قلبه قسوة ... كل ساق قلبه قاس "ي"
ومن لطائفه أيضًا قوله:
يا باعثًا شعره انتشارًا ... بقامة ما لها نظير
الموت من ناظريك لكن ... من شعرك البعث والنشور1
ومن لطائفه قوله في مليح اسمه مالك:
مالك قد أحلى قتلي برمح الـ ... ـقد منه وراح قلبي طعينه
ليس يفتي سواه في قتل صب ... كيف يفتي ومالك بالمدينة2
ومنه قوله مع حسن التضمين:
جلا ثغرًا وأطلع لي ثنايا ... يسوق بها المحب إلى المنايا
وأنشد ثغره يبغي افتخارًا ... أنا ابن جلا وطلاع الثنايا3
ومن لطائفه قوله:
بأبي شادن غدا الوجه منه ... يخجل النيرين في الإشراق4
سلب القضب لينها فهي غيظي ... واقفات تشكوه بالأوراق
__________
1 البعث: إعادة الإحياء، النشور: القيام من الموت.
2 كيف يفتى ومالك في المدينة: أي لا يفتى ومالك في المدينة ومالك هو الإمام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي.
3 أنا ابن جلا: واضح النسب. وطلاع: صيغة مبالغة من طلع، والثنايا: الطرق الجبلية، وطلاع الثنايا: الذي يتحمل الصعاب. وهذا القول هو للحجاج بن يوسف الثقفي من خطبة في أهل العراق يوم تولى أمره.
4 النيرين: الشمس والقمر.

الصفحة 104