كتاب خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي (اسم الجزء: 2)
قالت خلاخله أيمكنني ... نطق وماء الساق ملء فمي1
ومن نكته البديعة الغريبة قوله من قصيدة:
وكأن ريق النحل ريقتها ... فيها الشفاء لمهجة نحلت2
ومن لطائفه قوله:
ويوم لنا بالنيرين رقيقة ... حواشيه خال من رقيب يشينه3
وقفنا وسلمنا على الدوح بكرة ... فردت علينا بالرءوس غصونه
ومن لطائفه أيضًا قوله:
وذي دلال أهيف أحور ... أصبح في عقد الهوى شرطي
طاف على القوم بكاساته ... وقال ساقي قلت في وسطي
ومن نكته البديعة الغريبة قوله:
روِّ بمصر وبسكانها ... شوقي وجدد عهدي الخالي4
وارو لنا يا سعد عن نيلها ... حديث صفوان بن عسال
ومن اختراعاته البديعة الغريبة قوله:
سقيًا لكرم مدامة ... أنشت لنا النشوات ليلًا5
خلعت علينا سكرة ... بدوية كما وذيلًا
ومن نكته البديعة الغريبة قوله:
رمتني سود عينيه ... فأصمتني ولم تبطي6
وما في ذاك من بدع ... سهام الليل لا تخطي
__________
1 الخلاخل: الخلاخيل، جمع خلخال وهو من الحلي ما تلبسه الفتاة أو المرأة في ساقها. الساق: الساقي، خففها لإقامة الوزن ولإيهام التورية بين الساقي والساق.
2 ريق النحل: العسل. نحلت: ضعفت.
3 النيرين: الشمس والقمر، ودجلة والفرات. يشينه: يعيبه أو يعكره.
4 الخالي: الماضي، البائد.
5 النشوة: قمة الفرح والسرور، والسكر.
6 أصمى: أصاب وأمات.