كتاب خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي (اسم الجزء: 2)
ومنه قوله وقد أرسل إليه شرف الدين خالد القيسراني هدية جليلة في وقتها:
لك الله ما أزكى وأشرف همة ... وأحمد صنعًا حيث تبلى المحامد1
فأنت الذي قرت برؤيته العلا ... وهنئت الدنيا بأنك خالد
قال وقد وصلت إليه هدية على يد الكمال:
قبضت من الكمال نداه عفوًا ... بريئًا من سؤال أو مطال2
فينا لله من عادات بر ... أتتني بالتمام وبالكمال
وكتب إلى الصاحب تقي الدين بن هلال:
هنئت ما أوتيته من رتبته ... حملتك في العينين من إجلالها
في مقلة الإنسان نمت فقل لنا ... أنت ابن مقلتها أم ابن هلالها
وقوله:
فديناك يابن المحسنين مجوّدًا ... بأقلامه أو جائدًا بمكارمه3
فحاتم عند الجود في بطن كفه ... وياقوت عند الخط في فص خاتمه
وقوله يهنئ بالعيد:
تهن بعَوده عيدًا سعيدًا ... وعش ما شئت يا كهف البرايا
نحرت به جميع عداك فانحر ... قرونًا آخرين من الضحايا4
ومنه قوله:
قف بباب العلا وقل يا كتابي ... عن لساني قول الخويدم حقّا
أنا عبد مكاتب غير أني ... لست أبغي من مالك الرق عتقا5
__________
1 تبلى: تجرب وتختبر. المحامد: الأعمال التي يحمد عليها فاعلها.
2 الندا: العطاء والهدية. المطال: إخلاف الوعد والتسويف.
3 مجوّدًا: بالقلم: متأنقًا. جائدًا: متكرمًا، معطيًا.
4 قرون: أجيال.
5 المكاتب: العبد يتفق مع سيده على أن يكون حرًّا مقابل مبلغ معين من المال. العتق: التحرر.