كتاب خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي (اسم الجزء: 2)
فمن أين هذا الحسن والظروف قال لي ... تفتح وردي والعذار تخرجًا9
وقوله:
أصبحت نابغة الغرام لصبوة ... في غادة بجمالها متفرده
كم قد جلت من خدها وسيوف مقـ ... ـلتها إلى النعمان والمتجرده
وقوله أيضًا:
أنفقت كنز مدائحي في ثغره ... وجمعت فيه كل معنى شارد
وطلبت منه جزاء ذلك قبلة ... فأبى وراح تغزلي في البارد
وقوله:
قالت وقد مادت كغصن النقا ... أسرفت في العشق بلا فائده2
فقلت منهوم الهوى لم يكن ... يشبع إن مدت له المائده3
وقوله:
سكن البدو من أحب فقالوا ... زاد أهل الغرام في البعد بعدا
قلت بالله هل سمعتم ببدر ... غاب عن عاشقيه لما تبدى
ومن نكته الغريبة قوله:
سال العذار فسل سيف جفونه ... حتى غدت مهج الورى أفلاذا4
يا صدغه والله كنا في غنى ... عن أن نراك السائل الشحاذا5
وقوله:
أقول لقاض سهم مقلته غدا ... يصيب الحشا لا تبغ قلبي ولا توذي
وإن كان قلبي عنده غير تائب ... فدعه ولا تحكم عليه بتنفيذ
__________
1 تخرجا: صار له خرجًا وهو من التخريج وهذا نوع من التطريز في طرف الثوب.
2 ماد: مال.
3 منهوم: من النهم وهو شدة الجوع والعطش.
4 العذار: الشعر بين الأذنين من مؤخر الرأس. أفلاذ: جمع فلذة وهي القطعة
5 الصدغ: الشعر بين العين والأذن. الشحاذ: المستعطي.