كتاب خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي (اسم الجزء: 2)
وقال أبو العلاء، في قصر الليل على العاشق ليلة الوصل:
يود أن ظلام الليل دام له ... وزيد فيه سواد القلب والبصر
نقله الشيخ زين الدين إلى المديح، وأجاد إلى الغاية، بقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم:
تشرف الركن إذا قبلت أسوده ... وزيد فيه سواد القلب والبصر
قال أبو العلاء:
لو اختصرتم من الإحسان زرتكم ... والعذب يهجر للإفراط في الخصر
فنقله الشيخ زين الدين إلى المديح النبوي، فقال يخاطب النبي، صلى الله عليه وسلم:
عذبت وردًا فلم تهجر على خصر ... والعذب يهجر للإفراط في الخصر1
قال أبو العلاء يخاطب محبوبته:
قلدت كل مهاة عقد غانية ... وفزت بالشكر في الآرام والعفر2
نقله الشيخ زين الدين إلى المديح النبوي، وما أحق المادح والممدوح به، فقال:
إن الغزالة لما أن شفعت نجت ... وفزت بالشكر في الأرآم والعفر
قال الشيخ أبو العلاء:
أقول والوحش ترميني بأعينها ... والطير تعجب مني كيف لم أطر
نقله الشيخ زين الدين وقال:
ضمنت مدح رسول الله مبتهجًا ... والطير تعجب مني كيف لم أطر
قال أبو العلاء:
في بلدة مثل ظهر الضب بت بها ... كأنني فوق روق الظبي من حذر3
نقله الشيخ زين الدين وقال:
ولي ذنوب متى أذكر سوالفها ... كأنني فوق روق الظبي من حذر
__________
1 الإفراط: الزيادة. الخصر: الاختصار.
2 المهاة: البقرة الوحشية. الغانية: الفتاة الحسناء. الأرآم: جمع رئم وهو الظبي الأبيض. العفر: جمع أعافر وهو نوع من الظباء الضعيفة العدو.
3 الضب: من الزواحف شبيه بالحرذون. الروق: القرن. الظبي: الغزال.