كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(كأنها في جبين المزنِ إذ لمعت ... سلاسلُ التبرِ لا يبدو لها حلقُ)
(فالرعد مرتجسٌ والبرق مختلس ... والغيثُ منبجسٌ والسيلُ مندفقُ)
(والضال فيما طما من مائهِ غرق ... والجزع فيما جرى من سيله شرق)
(والغيم خزٌ وأنهاء اللوى زَرَدٌ ... والروضُ وشيٌ وأنوارُ الربى سَرق)
(والروضُ يزهوهُ عشبٌ أخضرٌ نضرٌ ... والعشبُ يجلوهُ نورٌ أبيضٌ يققُ)
ومما ورد في المياه:
(من سيولٍ يمجها الواديانِ ... وثلوجٍ يذيبها العصرانِ)
(ذو استواءٍ إذا جرىَ والتواءٍ ... هل تأملتَ مزحَف الأفعوان)
(فهو حيث استدارَ وقفُ لجينٍ ... وهو حيث استطارَ سَيفُ يمان)
وقال ابن المعتز:
(لا مثلَ منزلةٍ الدويرةِ منزلٌ ... يا دار جادَكِ وابلٌ وسقاكِ)
(بؤساً لدهرٍ غيرتكِ صروفهُ ... لم يمحُ من قلبي الهوَى ومحاكِ)
(لم يحلُ بالعينينِ بعدكِ منظرٌ ... ذُمّ المنازلُ كلُّهنّ سِواك)
(أيُ المعاهدِ منكِ أندبُ طيبةً ... ممساكِ ذا الآصالِ أو مغداك)
(أم بَردُ ظلك ذي الغصونِ وذي الحيا ... أم أرضُك الميثاءُ أم ريّاكِ)
(وكأنما سطَعَت مجامرُ عنبرٍ ... أوفُتَّ فأرُ المِسكِ فوقَ ثَراك)
(وكأنما حصباءُ أرضكِ جَوهرٌ ... وكأن ماءَ الوردِ دمعُ نداكِ)
(وكأن درعاُ مفرعاً من فِضّةٍ ... ماءُ الغديرِ جرَتْ عليهِ صباكِ)
وهذه الأبيات أحسن أبيات قيلت في صفة دار. وقلت:
(شققنَ بنا تيارَ بحرٍ كأنهُ ... إذا ما جرت فيهِ السفينُ يعربدُ)
(ترى مستقرَ الماءِ منهُ كأنهُ ... سبيبٌ على الأرض الفضاءِ مُمددُ)

الصفحة 10