كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(ويجري إذا الأرواحُ فيهِ تقابلت ... كما مالَ من كفَ النهاميِّ مبردٌ)
(فإن تسكنِ الأرواح خلتَ متونهُ ... متونَ الصفاحِ البيضِ حينَ تجرد)
(فطوراً تراهُ وهو سيفٌ مهندٌ ... وطوراً تراهُ وهو درعٌ مسرَد)
(نصعدُ فيه وهو زُرق جِمامه ... فنحسبُ أنا في السماء نصعَّد)
وقال ابن طباطبا العلوي في مَدَ الوادي:
(يا حسن وادينا ومدَ الماءِ ... قد جاءَ بينَ الصيفِ والشتاء)
(يختالُ في حٌ لتهِ الكدراءِ ... أكدرُ يمتدُ على غبراء)
(في صَخَبٍ عالٍ وفي ضوضاءِ ... يصافحُ الرياحَ في الهواء)
(ترى به تناطحَ الظباء ... جماءَ قد شُدت إلى جَماء)
(فانظر إلى أعجبِ مرأى الرائي ... من كدرٍ ينجابُ عن صفاءِ)
(تقشع الغيم عن السماء ... )
وقال السري في المد وانقطاع الجسر ببغداد:
(أحذركم أمواجَ دجلةَ إذ غدت ... مصندلة بالمدَ أمواجُ مائها)
(فظلت صغارُ السفنِ يرقصنَ وسطها ... كرقصِ بناتِ الزنجِ عند انتشائِها)
(تغرقها هوجُ الرياحِ وتعتلي ... ربى الموجِ من قدامها وورائها)
(فهنَ كدهم الخيلِ جالت صفوفها ... وقد بَدرَتها روعةٌ من ورائها)
(كأنَ صفوفَ الطيرِ عاذت بأرضها ... وقد سامها ضَيْماً أسودُ سمائها)
(أو الشبحُ المسودُ حُلَتُ عقودُهُ ... على تربةٍ محمرةٍ من فضائها)
وقلت:
(مررتُ بنهرِ المسرقُان عشيةً ... فأبصرتُ أقماراً تروحُ وتغربُ)
(كأنهمُ درُ تقطعَ سلكهُ ... وغودرَ فوقَ الماءِ يطفو ويرسبُ)
(فكم ثمَ من خشفٍ على الماء لاعبٍ ... فَيا مَنْ رأى خشفاً على الماء يلعب)
(كأن السميريات فيه عقاربٌ ... تجئ على زُرق الزجاجِ وتذهبُ)

الصفحة 11