كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

وقال أبو بكر الصنوبري:
(إذا السماء أعنقت ... منها إلى شطّ وشطّ)
(حسبت أن بطّها الأمواجُ ... والأمواجُ بطّ)
وقال:
(وروضةٌ أريضة الأرجاءِ ... من ذهب الزهر لجين الماء)
(يجري على زمردِ الحصباءِ ... بين إستواءٍ منهُ والتواء)
(كما نفضتَ جَوْنَة الحوَّاء ... )
وقال أبو فراس بن حمدان:
(أنظر إلى الزهرِ البديعِ ... والماءِ في برك الربيع)
(وإذا الرياحُ جرت عليه ... في الذهابِ وفي الرجوع)
(نثرت على بيض الصفائح ... بينها حَلَقَ الدُروع)
ومن أوائل ما جاء في ذكر الماء المظلل بالأشجار قول لبيد:
(فتوسطا عرضَ السماء فصدعا ... مسجورة متجاوزٌ قُلاَمها)
(محفوفةٌ وسطَ اليراع يظلها ... منه مصرعُ غابةٍ وقيامها)
وقال بشر بن أبي خازم في البحر:
(ونحن على جوانبها قعودٍ ... نغضُ الطرفَ كالإبلِ القماحِ)
(إذا قطعت براكبها خليجاً ... تذكر ما لديه من الجناح)
(الفصل الثاني من الباب السابع)
في ذكر الرياض والأنوار والبساتين والثمار وما يجري مع ذلك
أخبرنا أبو أحمد عن رجاله عن أبي عمرو وغيره قالوا أجود ما قيل في وصف روضة قول الأعشى:
(ما روضةٌ من رياضِ الحزنِ معشبةٌ ... خضراءُ جادَ عليها مسبلٌ هَطِل)
(يضاحك الشمسَ منها كوكبٌ شرقٌ ... مؤزرٌ بعميم النبتِ مكتهلُ)

الصفحة 12