كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(كلما قلبتُ عيني ... ففي قرةِ عينِ)
وقلت:
(أتاهُ يُريدُ المزنَ ينشدهُ الصبا ... فدومَ من أعلى رباهُ ودَّيما)
(ولاحَ إليه بالبروقِ مُطرزاً ... فأصبحَ منها بالزواهرِ معلما)
ومن بديع ما قاله محدث في صفة الرياض والبساتين قول عبد الصمد بن المعدل أنشدناه أبو أحمد وغيره:
(مغانٍ من العيش الغريرِ ومَعْمر ... ومبدى أنيقٌ بالعُذيب ومَحضرُ)
(نما الروضُ منهُ في غداةٍ مريعةٍ ... لها كوكبٌ يستأنقُ العينَ أزهرُ)
(ترى لامعَ الأنوارِ فيها كأنه ... إذا اعترضتهُ العينُ وشيٌ مُدنر)
(تسابقَ فيهِ الأقحوانُ وحنوةٌ ... وساماهما رندٌ نضيرٌ وعبهرُ)
(يمجُ ثراها فيهِ عفراء جعدة ... كأن نداها ماءٌ وردٍ وعنبرُ)
(أعادَ نسيمُ الريحِ أنفاسَ نشرهِ ... وخايل فيه أحمر اللون أصفرُ)
(بدا الشيحُ والقيصومُ عمد فروعه ... وشثٌ وطباقٌ وبانٌ وعَرْعرُ)
(وناضرُ رمانٍ يرفُ شكيرهُ ... يكادُ إذا ما ذرت الشمسُ يقطر)
(ويَانعُ تفاحٍ كأنَ جنيَهُ ... نجومٌ على أغصانه الخضرِ تزهر)
(إذا زرتهُ يوماً تَغرد طائرٌ ... وراناك ظبيٌ بينَ غصنين أحورُ)
(فإذ هاجَ نوحُ الأيكِ في رونقِ الضحى ... تذكر محزونٌ أو إرتاحَ مقصر)
(تجاوبنَ بالترجيع حتى كأنما ... ترنمَ في الأغصانِ صنجٌ ومِزهر)
(مراناةَ موموقٍ وترجيعَ ... شائقٍ فللقلبِ ملهاةٌ وللعينِ منظر)
(واني إلى صحنِ العذيبِ لتائقٌ ... واني إليه بالمودةِ أصورَ)
(مرعت ولا زالت تصوبك ديمةٌ ... يجودُ بها جونُ الغواربِ أقمرُ)
(أحم الكلى واهي العرَى مسبل الجدى ... إذا طعنت فيه الصبا يتفجرً)
(كأنَ إبتسامَ البرقِ في حجرِانه ... مهندةٌ بيضٌ تشامُ وتشهرُ)

الصفحة 15