كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(واهاً لها مصطنعاً لقد شكرْ ... أثنتْ على اللهِ بآلاءِ المطرِ)
(والأرضُ في روضٍ كأفواه الحبر ... تبرجت بعدَ حياءٍ وخَفَرٍ)
(تبرجَ الأنثى تصدّى للذّكرِ)
وقال وأحسن:
(وحِلس من الكتانِ أخضرَ ناضرٍ ... يباكرهُ دانِ الرَّبابِ مَطيرُ)
(إذا دَرَجت فيه الرياحُ تتابعتْ ... ذوائبهُ حتى يقالَ غديرُ)
وقلت:
(أنظر إلى الصحراءِ كيفَ تزخرفت ... وإلى دموعِ المزنِ كيف تُذرف)
(وعلى الربى حُللٌ وشاهنَ الحيا ... فمسهمٌ ومقصبٌ ومفوفُ)
(وملابسُ الأنواء فيها سُندسٌ ... ومضاجعُ الأنداءِ فيها زخرفُ)
(نمَ الرياحُ على الرياضِ نمائماً ... ذَكرنَك الكافورَ حين يُدوف)
(وعلى التلاع من الأقاحي حُلةٌ ... وعلى اليفاغ من الشقائقِ مطرف)
(والغيمُ تنقشهُ الرياحُ عَشيةً ... كاقطن في زرقِ الثياب يندفُ)
(والقطر يهمي وهو أبيضُ ناصعٌ ... ويصيرُ سيلاً وهو أغبرُ أكلف)
(والبرقُ يلمعُ مثلَ سيفٍ يُنتَضى ... والسيلُ يجري مثل أفعى تزحف)
وقال أعرابي: باكرنا وسمىٌ ثم خلفه وليٌ فالأرض كأنها وشي منشور عليه لؤلؤ منثور ثم أتتنا غيوم جرار بمناجل حصاد فاختربت البلاد وأهلكت العباد فسبحان من يهلك القوي الأكول بالضعيف المأكول وقال أبو تمام:
(الروضُ ما بينَ مغبوقٍ ومصطبحِ ... من ريقِ محتفلات بالحيا دُلُحِ)
(جونٌ إذا هطلت في روضةٍ طفِقَتْ ... عيونُ نُوّارِها تبكي من الفرحِ)
وقال أبو الغضبان اليمامي:
(غدونا على الروضِ الذي طلهُ الندى ... سحيراً وأوداجُ الأباريقِ تسفَكُ)
(فلم أرَ شيئاً كانَ أحسنَ منظراً ... من الروضِ يجري دمعهُ وهو يضحك)

الصفحة 18