كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(فترى النباتَ يروقَ وسط رياضهِ ... مثل الحلىَ تروقُ وسطَ حِقاقِ)
وقال البحتري:
(إذا أردتَ ملأتَ العين من بلدٍ ... مستحسنٍ وزمانٍ يشبهُ البلدا)
(يمسي السحابُ على أجيالها فرقا ... ويصبح الروضُ في صحرائها بِددا)
(فلستَ تبصرُ إلا واكفاً خضلاً ... أو يانعاً خضراً أو طائراً غردا)
وقال أيضاً:
(ولا زال مخضرٌ من الأرض يانع ... عليه بمحمرّ من النورِ جاسد)
(يذكرنا ريَّا الأحبةِ كلما ... تنفس في جنح من الليل باردِ)
(شقائقُ يحملنَ الندَى فكأنهُ ... دموع التصابى في خدودِ الخرائدِ)
(ومن لؤلؤ كالأقحوانِ مُنضد ... على نكت مصفرة كالفرائدِ)
(كأنَ جنى الحوْذان في رونقِ الضحى ... دنانيرُ تبر من تؤام وفارد)
(رباع تورت بالرياض مَجودة ... بكلَ جديد الماءِ عذبِ الموارد)
(إذا راوحتها مزنةٌ بكرت لها ... شآبيب مجتاز عليها وقاصد)
(كأنَ يَدَ الفتح بنِ خاقانَ أقبلت ... تليها بتلك البارقاتِ الرواعدِ)
وقلت:
(أما ترى عودَ الزمانِ نضرا ... ترى لهُ طلاقةً وبشرا)
(أتتهُ ألطافُ السحابِ تترى ... وساقت الجنوبُ غماً بكرا)
(تَبسُط في الصحراءِ بُسطاً خضراً ... وتمنحُ الروضةَ زهراً صفرا)
(ونرجساً مثلَ العيونِ زهرا ... وأقحوانٍ كالثغور غرّا)
(كأنما يصوغ فيها تِبرا ... كأنما يَدُوفُ فيها عطرا)
(كأنما ينثرُ فيها دُرا ... فأعمل الكاسات شُمطاً شُقرا)
(كالماءِ لوناً والعبير نَشرا ... ثم مُرِ الَزيرَ يناغي الزمرا)
(والعيشُ أن تُسرَ أو تُسرا ... لا تفسدنَ بالغرامِ العمرا)
أحسن ما قيل في النرجس قال أبي نواس:

الصفحة 20