كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(للنرجسِ الفضلُ برغم مَن رغم ... على صُنوفِ الوردِ والفضلُ قسمْ)
(العينُ قبلَ السنِّ وهي المبتسم ... فما لها والخدّ وهو الملتَدَم)
(ما أطيبَ الريح وما أزكى النسم ... ما هو إلا نعمةٌ من النعم)
ومن التشبيه المصيب قول الآخر:
(ونرجسٌ لاحظني طرفها ... يشبهُ ديناراً على دِرهْم)
وقال ابن الرومي في الخمر والنرجس:
(ريحانهم ذهبٌ على دُرَرٍ ... وشرابهم دررٌ على ذهبِ)
وقلت:
(يركبُ الأقحوانُ فيها نهاراً ... فترى درهماً على دينارِ)
(فرشَتْ فوقَها فرائدُ طلٍ ... علقت بالنباتِ والأشجار)
(وتدلّت على الغصونِ فجاءت ... كشنوفِ الكواعبِ الأبكارِ)
وقال الآخر:
(ونرجس قامَ فوقَ منبره ... مثلَ عروس تُجلى وتشتهرُ)
(نامَ الندَى في عيونهِ سحراً ... فاعتاده من منامهِ سهر)
(لم يغتمض والظلامُ حلَ بهِ ... كأنما في جفونه قصرُ)
(تحيرَ الطلُ في مدامعهِ ... فليسَ يرقا وليس ينحدر)
(كدمعةِ الصبَ كادَ يسكبها ... فردَّها في جفونهِ الحذرُ)
وقلت:
(وغنت الطيرُ بألحانها ... فانتبهَ النرجسُ من رقدته)
وأحسن ما قيل في الورد قبل أن يتفتح قول بعض المحدثين:
(قد ضمهُ في الغصنِ قرصُ بَرْد ... ضمّ فَمٍ لقُبلةٍ من بُعد)
وقلت فيه إذا تفتح:
(مرَ بنا يهتزُّ في خطره ... ما بينَ أغصان وأقمارِ)
(يديرُ في أنملهِ وردةً ... جاءت من المسك بأخبار)
(يلوحُ في حُمرتها صُفرةٌ ... كالخدَ منقوطاً بدينارِ) ِ ...

الصفحة 22