كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

وقال ابن المعذل:
(عشيةَ حياني بوردٍ كأنه ... خدودٌ أضيفت بعضهن إلى بعض)
وقلت:
(قومي انظري ورداً كخدك أحمراً ... تركَ الربيعَ وراءهُ وتقدما)
(قد ضمهُ بردٌ ففتقهُ ندى ... كالصبَ قبل فاك ثم تبسما)
ولم أجد في تشبيه الورد أبدع مما ذكرته، وتشبيهه بالخد تشبيه مصيب ولكني تركت الإكثار منه لشهرته وكثرته ويقال للوردة الحمراء الحوجة وللبيضاء الوتيرةَ ويشبه بها قرحة الفرس قال عمرو بن معدي كرب:
(تباريُ قرحةً مثل ... الوتيرة لم تكن معدا)
وقد أحسن علي بن الجهم في قوله يصف الورد
(كأنهن يواقيتٌ يطيفُ بها ... زمردٌ وسطها شذرٌ من الذهبِ)
وهو من قول أزدشير: الورد ياقوت أحمر وأصفر ودر أبيض على كراسي زبرجد يتوسطه شذور ذهب. وقال البحتري:
(وقد نبهَ النيروزُ في غلسِ الدجى ... أوائلَ وردٍ كُنَ بالأمس نُوما)
(يفتحهُ بردُ الندى فكأنه ... يبثُ حديثاً كان قبلُ مكتما)
وقلت في تفضيل الورد على النرجس:
(أفضلُ الوردَ على النرجسِ ... لا أجعلُ الأنجمَ كالأشمسِ)
(ليس الذي يعقد في مجلس ... مثلَ الذي يمثلُ في المجلسِ)
وقال ابن بسام:
(مداهنٌ من يواقيت منُضدة ... على الزمردِ في أوساطها الذهبُ)
(كأنه حينَ يبدءِ من مطالعهِ ... صبٌ يُقبلُ صباً وهو مرتقبُ)
ومن الياقوت الأزرق والأصفر والأحمر وليس في البيت دليل على أنه أراد الأحمر دون الأزرق فهو معيب من هذه الجهة. وقلت في الورد على الشجر:

الصفحة 23