كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(أصبحَ الورد في الغصونِ يحاكي ... أوجهَ الحورِ في مقامع خضرِ)
(مثل فرسانِ غارةٍ يَعْتَليِهم ... لمعٌ من دماء سحرٍ ونحرِ)
(ويلوحُ النهارُ أسفلَ منهُ ... فهو كالرجلِ في عمائم صفرِ)
(بين نبذ من الشقائق يحكي ... غِلْمَةَ الدَر في مطارف حمر)
وقال ابن المعتز:
(ولا زورديةٍ أوفَتْ بزُرقَتِها ... بينَ الرياضِ على زرقِ اليواقيتِ)
(كأنها فوقَ طاقاتٍ ضعفنَ بها ... أوائلَ النارِ في أطرافِ كبريت)
والصحيح أنه في الخرم والشاهد قوله:
(بنفسجٌ جمعتْ أطرافهُ فحكَت ... دمعاً ينشفُ كحلا يوم تشتيت)
قوله
(كأنها فوق طاقات ضعفن بها ... )
يدل على أنه أراد الخرم لأن ساق البنفسجة لا يضعف عن حمل وردتها وهذا الوصف بالخرم أشبه منه لكبر نوره ودقة ساقه فاعرف ذلك. وقلت في البنفسج:
(وروضةٌ كأنها من حسِنها ... تبرزُ في أثوابِ سعد ومُنى)
(قد نثرَ الليلُ على أنوارها ... لآلئ الطلِّ وأفرادَ الندى)
(بكتْ عليها مزنةٌ فابتسمتْ ... عن لؤلؤٍ بينَ فُرادى وثنى)
(وحولَها بنفسجٌ كأنّه ... أواخرُ النيرانِ في جزلِ الغضا)
وقال آخر:
(وكأنَ البنفسجَ الغضَ فيه ... أثرُ اللطمِ في خدودِ الغِيدِ)
وقلت:
(وبحافاتها البنفسج يحكي ... أثرَ القرصِ في خدودِ العذارى)
وقلت في الهنة النادرة تحت ورقة البنفسج ولم أسمع فيها من الشعر العربي شيئاً:
(ومغنَّج قالَ الكمالُ لخلقهِ ... كن مَجْمَعاً للطيباتِ فكأنهُ)
(زعمَ البنفسجٌ أنهُ كعذارهِ ... حسناً فسلوا من قفاهُ لسانه)

الصفحة 24