كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

وقال ابن الرومي:
(أشرب على ورد البنفسج ... قبل تأنيبِ الحُسودِ)
(فكأنما أوراقها ... آثارُ قَرص في الخدود)
أغرب معنى جاء في الشقائق قول الأخطيل:
(هذي الشقائقُ قد أبصرتُ حمرَتها ... مستشرفاتٍ على قضبانهِا الذللِ)
(كأنها دمعةٌ قد مَسحت كُحُلاً ... جالتِ بهِ وقفةٌ في وجنتي خجِلِ)
وأظن الأخطيل ابتكره إلا أنه أورده في أهجن معرض وفي أشد ما يكون من التكلف وأتى بالمحال لأن الوقفة لا تجول فنظمته وقلت:
(وشقائقٌ نقشَ الربيعٌ ثيابَها ... فبرزنَ بينَ مُكحَلٍ ومُجَسد)
(كالخدَ يصبغهُ الحياءُ بحمرةٍ ... وجرى عليهِ الدمعُ خلطَ الإثمدِ)
ومن غريب ما قيل فيها قول بعض المتأخرين:
(طربَ الشقائقُ للحمامِ وقد شجا ... شجوَ القيانِ فشقَ فضلَ ردائه)
(وتحيرت ما بين إثمد ماقه ... في الخدَ دمعتهُ وبينَ حيائه)
(فكأنه الحبشيُ بُضعَ جسمهُ ... فثيابهُ مُخضلةٌ بدمائه)
وجعل الشقائق واحداً وهي جماعة مؤنثة والواحد شقيقه فإذا ذكر فعلى معنى النور وتسميه العرب الشقر. وقلت:
(وللشقائق خالٌ فوقَ وجنتِها ... ووجنةِ الوردِ بالدينارِ منقوطَه)
وقال التنوخي:
(شقائقٌ مثلُ خدودٍ نُقشتْ ... شواربٌ بالمسكِ فيها ولحى)
وهو بعيد لأن السواد الذي فيها لا يسبه الشوارب. ومن أحسن ما قيل في الآذريون قول ابن المعتز:
(يا ربما نازعني ... رُوح دِنانٍ صافيه)
(في روضةٍ كأنها ... جلد سماءٍ عارية)

الصفحة 25