كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(كأنما أنهارها ... بماءِ وردٍ جارية)
(كأن آذر يونها ... غب سماء هامية)
(وصَيَّر آذريونهُ فوقَ أذنهِ ... ككأسِ عقيقٍ في قراراتها مسكُ)
وقلت:
(ولاحَ آذرُيونُها ... مثلَ الغوالي في السررِ)
وقال الشمشاطي:
(تراهُ عُيوناً بالنهارِ نواظراً ... وبَعَدَ غروبِ الشمسِ أزرارَ ديباجِ)
وقال ابن المعتز:
(كأنها مداهنٌ من ذهب ... مشرفاتٌ وسطهنَ غاليه)
أتم التشبيه ههنا بقوله (مشرفات) . ومن جيد ما قيل في البهار قول ابن الرومي:
(وروضةٍ عذراءَ غيرُ عانسه ... خضراء ما فيها خلاة يابسة)
(فيها شموسٌ للبهارِ دارسه ... كأنها جماجمُ الشمامسة)
(تَرُوقك النورةُ منها الناكسة ... بعينِ يقظَى وبجيد ناعسه)
(وخُرَّم في صبغهِ الطيالسه ... مثل الطواويسِ غدتُ مطاوِسه)
وقال ابن المعتز:
(في روضةٍ كحللِ العروسِ ... وخرمَ كهامةِ الطاووسِ)
وقلت في المذهب الذي سلكه ابن الرومي:
(خرمةٌ كهامةِ الطاووسه ... داريَ من بهجتِها مأنوسه)
(والعينُ في فنائها محبوسه ... محفوظةٌ تحسبها محروسه)
(تعجبني منظورةٌ ملموسَه ... مرفوعةُ الهامةِ أو منكوسة)

الصفحة 26