كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(أنبتَ الأرضَ عسجداً ولجيناً ... فالروابي مكللٌ ومقلدُ)
(وجرى الربحُ سجسجاً ورخاءً ... فالمناهي مسلسلٌ ومسُردَ)
(وسبى العينَ لؤلؤٌ وعقيقٌ ... نظما في زمردٍ وزبرجد)
(فترى ثَمَ مضحكاً يتجلى ... وترى ثَم وجنةً تتوردُ)
(قطرات الندَى أحادٌ ومثنى ... مثل دُر منظمٍ ومبدد)
(وكأنَ الشقيقَ كأسُ عقيقٍ ... طرحَ المسكَ في قرارتها ندُّ)
(فترى النجدَ في رداءٍ موشّى ... وترى الوهدَ في قميص مُعمد)
(وعليهِ من البهارِ عطاف ... ومن الوردِ والشقائق مُجسدَ)
(وتَرَى النورَ مثلَ مَضحك خَود ... وترى الغصنَ مثلَ شاربِ أمرد)
ومن بديع ما قيل في كمون النيلوفر وظهوره قول ابن الرومي:
(فكأنهُ في الماءِ صاحبُ مذهبٍ ... أغراهُ وسواسٌ بأن لا يظهر)
وقال السري:
(ونيلوفرٍ أوراقهُ الخضرُ تحتهُ ... بساطٌ إليهِ الأعينُ النجلُ شُخَص)
وهذا البيت غير مختار الرصف ظاهر التكلف:
(إذا غاصَ في الماءِ النمير حسبتهُ ... رؤوسَ إوَزّ في الحياضِ تغوصُ)
وقوله النمير لا يحتاج إليه. وقال آخر من أبيات:
(كأنما كلُ قضيبٍ بها ... يحملُ في أعلاهُ ياقوته)
وقلت:
(فشربتها عذراءَ من يدِ مثلها ... تحكي الصباحَ مع الصباحِ المشرقِ)
(في روضةٍ تلقاك حينَ لقيتها ... بمنمنم من نبتها ومنمقِ)
(فانظر إلى عشبٍ هناك مجمع ... وانظر إلى زهر هناك مفرق)

الصفحة 28