كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(تجني بوردٍ كاللجينِ مكفرٍ ... منها ووردٍ كالعقيقِ مخلّقِ)
(وكذاك تتحف من مناقع مائها ... بمخلقٍ يعلو ذؤابةَ أخلقِ)
(يبدو ويكمن في الغديرِ كأنه ... جانٍ يحاول أن يبينَ ويتقي)
(فإلى السرورِ لنا عنانٌ مطلقٌ ... إن الفوائدَ في العنانِ المطلق)
وقد أحسن القائل في صفة الرياض:
(بكينَ فأضحكنَ الرُبى عن زخارف ... من الروضِ عنهنَ الثرى متهاملُ)
(ترى قضبَ الياقوتِ تحتَ زبرجد ... تنوء به أعناقهنَ الموائل)
(تلقحها الأنداء ليلاً بريقها فيصبحنَ أبكاراً وهنَ حواملُ)
وقلت في الآس ولا أعرف لأحد فيه شيئاً بديعاً:
(ومهرجانٌ معجبٌ مونقٌ ... كالنورِ غبَ السَّبَل الساجمِ)
(طالعتُ فيهِ غُرَراً وُضَّحا ... كمثلِ أيامِ أبي القاسمِ)
(والآس في كفي أحييهمُ ... مثلَ شوابيرِ بني هاشمِ)
وقلت في الريحان:
(وخضرٌ يجمع الأعجاز منها ... مناطق مثل أطواقِ الحمامِ)
(لها حسنُ العوارضِ حينَ تَبدو ... وفيها لين أعطافِ الغلامِ)
وقال كشاجم وأحسن:
(أرتك يدُ الغيثِ آثارَها ... وأعلنتِ الأرضِ أسرارَها)
(وكانت أكَنت لكانونها ... خبيئاً فأعطْته آذارها)
والنصف الأول من هذا البيت متكلف:
(فما تقعُ العينُ إلّا على ... رياضٍ تصَنّفُ أنوارهَا)
(يفتحُ فيها نسيمُ الصًّبا ... جناها فيهتكُ أستارها)
(ويسفح فيها دماء الشقيقِ ... ندى ظلَ يفتضُّ أبكارها)
(وتدني إلى بعضها بعضَها ... كضمِّ الأحبةِ زُوَّارها)

الصفحة 29