كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(هذا كتاب المبالغة)
في صفة السحاب والمطر والبرق والرعد وذكر المياه والرياض والنبات والأشجار والرياحين والثمار والنسيم وما يجري مع ذلك وهو:
(الباب السابع من كتاب ديوان المعاني وفيه ثلاثة فصول)
(الفصل الأول)
في صفة السحاب والمطر والبرق والرعد والثلج والضريب
أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي قال قال أبو عمرو لذي الرمة أي قول الشعراء في المطر أشعر؟ قال قول امرئ القيس:
(ديمةٌ هطلاءُ فيها وطفٌ ... طَبّق الأرض تحرَّى وتدُرّ)
قوله طبق الأرض غاية في صفة عموم السحاب أراد أنها على الأرض بمنزلة الطبق على الإناء. ولا أعرف أحداً أخذه فأجاده كاجادة ابن الرومي حيث يقول:
(سحائبُ قيستْ بالبلادِ فألقيتْ ... غِطاءً على أغوارِها ونجودِها)
(هدتها النُّعامَى مثقلاتٍ فأقبلتْ ... تهادَى رُويداً سيرُها كركودِها)
قوله سيرها كركودها غاية في وصف ثقلها وثقلها من كثرة مائها. والبيت البليغ المشار إليه من أبيات امرئ القيس قوله:
(وتَرى الشجراءَ في رَيِّقه ... كرؤوس قُطَعت فيها الخُمُر)
الشجراء الأرض ذات الشجر وإذا غرقت الشجر من ريقه حتى لا يبين منها إلا فروعها فكيف يكون في شدته، وريق المطر أوله وأخفه، وشبه رؤوس الشجر خارجة من الماء برؤوس قطعت عليها عمائم، والخمار ههنا العمامة. وقالوا أجود ما قيل في المطر قوله:

الصفحة 3