كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(كأنَ تفتحها بالضحى ... عذارَى تحللُ أزرارها)
(تفضُ لنرجسها أعيناً ... وطوراً تحدقُ أبصارها)
(إذا مزنةٌ سكبت ماءها ... على بقعةٍ أشعلت نارها)
وقال فيها:
(وأقبلَ ينظمُ أنجادَها ... بفيضِ المياهِ وأغوارَها)
(وأرضعَ جناتها درهُ ... فعمَّمَ بالنورِ أشجارَها)
(ودارَ بأكنافِها دَوْرَةً ... تنسى الأوائل برجارها)
وقال أيضاً في الباقلي:
(جنيُّ يومٍ لم يؤخر لغدِ ... ولم ينقل من يدٍ إلى يدِ)
(كالعقدِ إلا أنه لم يُعقدِ ... أو كالفصوص في أكفَ الخرَّدِ)
(أو ككبار اللؤلؤِ المنضّد ... في طيِّ أصدافٍ من الزبرجدِ)
(مفروشة بالكرسفِ المُلبد ... )
وقلت فيه أيضاً:
(أبدى الربيعُ لنا من حسنِ صنعتهِ ... شبائهُ اتفقتْ في الشكلِ والصور)
(خضرٌ ظواهُرها بيضٌ بطائنُها ... تحكي القباطيَ تحت السندسِ النضر)
(بيضٌ شبائهُ في خضرِ ململمةٍ ... مثل الزبرجدِ مثنياً على درر)
(ينشقُ أخضرُها عن أبيضٍ يقِقٍ ... كالثغرِ يشرقُ تحتَ الشاربِ الخضرِ)
ومن المشهور في ورد الباقلي قول الصنوبري:
(وبنات بافلي يُشبه نورهُا ... بلقَ الحمامِ مُشيلةً أذنابَها)
وقلت فيه:
(ويُزْهى وردٌ باقلي ... كأطواقِ الشعانينِ)
وقال السري في غير ذلك:
(في زاهر عبق تضوعهُ ... فكأنَ عطاراً يعطره)
(ضاهى ممسكهُ معنبرهُ ... وحكى مُدرهمه مدنِّرهُ)
ومن أجود ما قيل في البساتين ومواضع الأشجار قول الخليل بن أحمد
أخبرنا

الصفحة 30